يجهز بعض العاملين بالمؤسسات والمصالح والهيئات الحكومية أنفسهم للترشح لانتخابات النقابات العمالية وبدء بعضا منهم الدعاية الانتخابية بوعود ورديه فمنهم من أدرج في برنامجه الانتخابي انه في حالة فوزه سيقوم بزيادة مرتبات العاملين وسيقوم بتعيين أبناء العاملين في المصلحة الحكومية وسيكون خادما لهم وسيجدونه بجوارهم في الليل قبل النهار والغريب إن هذه الوعود تستحوذ علي إعجاب الكثير من العاملين والإغراب إن المرشح نفسه يعلم علم اليقين انه لن ينفذ حرفا مما وعد به ولكن أصبح العاملون يعشقون من يرسم لهم طريق الوهم ويعدهم بالجنة الخضراء ويغمضون أعينهم عن الشخصية المرشحة ليكون مدافعا عنهم فإذا كان الأمر بدايته وعودا كاذبة فهل هذه الشخصية تستحق إن تستحوذ علي اهتمامك وان يكون صوتك علي منابر الحق
ومن الوعود الوردية إلي الكتائب الالكترونية وهنا يقوم المرشح بالاتفاق مع بعض من زملائه العاملين بالمصلحة بوضع صورته علي جروب الموظفين ويثنون علية ثناء الأبطال من اخرجوا الاستعمار وفتحوا البلاد ويبدأ ماراثون التعليقات بأنه صاحب كلمة الحق الرجل الثورجي بطل الأبطال ويصبح في هذه الحالة النفاق سيد الموقف لا محالة فترتيبات هذا المرشح مع زملائه لخداع الناخبين فكيف له إن يكون صادقا معهم بعد هذه الحيلة الشيطانية
ونذهب إلي فصيلا آخر من العاملين المرشحين إلي انتخابات النقابات العمالية وهذا الفصيل يعمل وفق خطة تنظيمية تذكرنا بتنظيم الأخوان المسلمين في عهدهم البائد فيذهبون ليلا إلي العاملين في منازلهم يطرقون أبوابهم يبتسمون في وجوههم ولا مانع من الأحضان والقبلات ولا مانع إن يسمعون من الناخبين بعض الكلمات التي تزعجهم فيقابلونها بالابتسامات فهم مصممون علي إن يحصلوا علي أصواتهم حتي ينفذوا خطتهم التي يطونها بين صفحات مجلداتهم والتي لن يطلعوكم عليها فانتم بالنسبة لهم مجرد وسيلة للوصول إلي أهدافهم
وتنتهي جولتي بين صفحات المرشحين للفوز بمقاعد النقابات العمالية ولم أري من يصدقهم القول حتي الآن فهل وصل بالعاملين الحال إلي إن ينساقوا خلف أكاذيب ووعود لن ينفذا منها شئ إما أنهم يفيقون من غفلتهم قبل فوات الأوان