مأساة حقيقية تواجها المرأة الحاضنة، سواء أكانت فى مرحلة استكمال تعليمها، أو خلال عملها، لما تقابله من مشاكل عديدة إذا قامت باصطحاب طفلها إلى الجامعة أو العمل، لا سيما أن كثيرا من السيدات يواجهن صعوبة فى إلحاق أطفالهن بدور الحضانة خلال الأعوام الأولى من أعمارهم.
وكثير ما يتم تداول قصص من هذا القبيل على مواقع التواصل الاجتماعى، ما بين سيدة تعرضت لسوء معاملة من مديرها أو زملائها بسبب اصطحابها لطفلها خلال ساعات العمل، وقد يتعدى الأمر لتوقيع جزاءات عليهن، كما سمعنا من قبل عن وقائع طرد الأساتذة داخل الحرم الجامعى للطالبات بسبب ضجيج أطفالهن خلال المحاضرات.
وخلال اليومين السابقين، تداول مستخدمو موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، واقعة تعكس الجانب الإنسانى فى هذه القضية، والتى كان بطلها المهندس رزق فهيم ، عضو هيئة التدريس بالكلية التكنولوجية بالمحلة الكبري ، عندما وجد إحدى طالباته التى اصطحبت طفلتها معها خلال المحاضرة، فى وضع حائر، بسبب بكاء طفلتها المستمر، فقام بحملها عنها، واستكمل شرح المحاضرة.
وفى تصريحات خاصة لـ "للعهد العالمي"، أكد المهندس رزق فهيم ، أن ما فعله لا يتعدى كونه موقفا إنسانيا، معتبراً أن أى شخص آخر، كان سيقدم على هذا الموقف، إذا حدثت نفس الواقعة. واكد بالفعل ان هناك مواقف شبيهة لهذه الواقعة نظرا لحالات الزواج التي تحدث خلال فترة الدراسة بالنسبة للفتيات ومن ثم المعاناة الشديدة التي يواجهنها من اصطحاب لأطفالهن الي اماكن دراستهن . نظرا لإنشغال الاباء او عدم وجود من يراعيهم او يتولي رعايتهم لحين عودتهن .
وأضاف قائلاً : " أنا بصراحه شايف إنى معملتش حاجة كبيرة، ده كان موقف إنسانى لا أكثر، وأى حد مكانى كان هيعمل كده وزيادة، أنا شايف إن الموضوع ليه جانب إنسانى فى المقام الأول فثقافة المجتمع المصرى إن البنت ممكن تتجوز وهى لسة بتدرس فلما جابت الطفله زادت الضغوط عليها، فمجرد إنها رغم ضغوطها أصرت على حضور المحاضرة علشان مستقبلها، فده شىء يجب علينا كأعضاء هيئة تدريس، تقدير الموقف ومساعدتها".
وروى المهندس رزق فهيم الواقعة منذ بدايتها قائلاً: " البنت كانت مكسوفة جدا علشان البيبى عمال يعيط، ثم طلبت الخروج بها ولكني رفضت وطلبت منها الدخول والجلوس ثم اخدت منها الطفلة منعا لإحراجها امام زملائها ، بالاضافة لمساعدتها علي التركيز والانتباه فى المحاضرة، ثم اكد رزق انه بجانب وصفه كعضو هيئة تدريس فإنه في المقام الاول والاخير هو انسان لديه احساس وشعور بمعاناة الاخرين وعليه مسئولية كبيرة في تأدية رسالته الاخلاقية قبل العلمية من باب اجعل من يراك يدعوا لمن رباك وان الامر لاينحصر فقط في كونه ملقن فقط، فلكل انسان جانب تربوي ادبي واخلاقي لابد ان يوصله بالوجه الامثل علي الجانب الانساني والاجتماعي ، ثم رسالته التعليمية، وأى عضو هيئة تدريس لا يلتزم بتلك الرسالة لا يستحق أن يقف امام طلابه ، كما اكد لنا ان هذا ما توارثه من والده رحمة الله عليه ورأه في حياته حينما كان يصطحبه معه لمكان عمله في التوجيه والاشراف علي مدارس التربية والتعليم .
وعن رد فعل طلابه لما قام به م.رزق ، أجاب قائلاً : " ان الجميع كان مبسوطا بالموقف خصوصا عندما كانت تقوم الطفلة بتقليدي في حركات الاصبع والاشارات اثناء عمليةالشرح مما اعطي ذلك جانبا من اضفاء الحيوية والمرح داخل المحاضرة
وأوضح م. رزق : " انه بجانب استخدام الشدة والحزم في سياق الالتزام والاحترام من اجل السيطرة علي المحاضرة الا انه يحرص دائما ان يصاحب ذلك جانبا من الالفة والحب والمودة والتفاعل البناء الذي يحافظ علي الاحترام المتبادل بينه وبين طلابه مما يساعد علي الخروج بعملية تعليمية سليمة لاضرر فيها ولاضرار وفي نهاية الامر اكد علي تمنياته لجميع الطلبة والطالبات السداد والتوفيق وتحقيق امالهم واحلامهم كل حسب رغبته وهدفه