لا أحد ينكر أننا نعانى الان من انفلات أخلاقى كبير أثر علينا فى كل نواجى ومجالات الحياة اليومية وأنتشرت الأخلاق الفاسدة بدرجة مخيفة وأصبحت ظاهرة لابد من التوقف أمامها وبما أننا على أعتاب شهر رمضان الكريم لأننا حقا وصلنا الى منحدر خطير من الاخلاق وأصبح السباب والشتم هو السمة السائدة بيننا وللأسف يصدر هذا على مرأى ومسمع الجميع فى الشارع والمواصلات والمصالح الحكومية وعلى مواقع التواصل الاجتماعى وبين الأهل والجيران والأصدقاء وللأسف فانه يصدر أيضا من بعض الناس الذين تحسبهم على خير وتظنون أنهم قدوة ومثل أعلى لأنهم يدعون التدين ويظهرون بمظهر المتدين والملتزم وهو عكس ذلك ومن أشخاص على درجة من العلم وحملة مؤهلات عليا ومتوسطة .وذلك على الرغم من أن ديننا الاسلامى السمح يأمرنا بالتحلى بمكارم الأخلاق وحسن المعاملة وأهتم بذلك كثيرا ولما لا وقد جعلها الله سبحانة وتعالى الهدف من البعث فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (( انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )) كما أن ربنا سبحانة وتعالى عندما أراد أن يمدح نبيه قال له (وانك لعلى خلق عظيم ) كل هذا يؤكد قيمة وعظمة ومكانة الأخلاق فى الدين الاسلامى .كما نهانا عن الأخلاق السئية من سب وشتم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المسلم من سلم المسلمون من لسانة ويدة ) فالمسلم الحق لايسب ولا يلعن ولا يسخر من أحد ولا يغتاب أحد .كما علمنا ديننا الاسلامى احترام الكبير واداب الحوار معة وعلمنا اداب الاختلاف بيننا وبين الاخريين ونهانا عن سؤ الظن بغير دليل ( يا أيها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) وعلمنا بأن نسمع للاخرين ونحاورهم ونتناقش معهم بكل أدب واحترام ونقنعهم بالحجة والبرهان والدليل وفى حالة عدم الاستجابة فلا نجادل معهم وننهى الحوار فى هدؤ ولا نحول الاختلاف الى خلاف وشقاق فالحياة قصيرة جدا ولا تستحفق منا الخلاف والشقاق والتناحر بل علينا أن نعيش فيها معا فى حب وود وسلام وأمان أخوة متحابين حتى لو كنا مختلفين فى الاراء .لذا علينا باتباع تعاليم ديننا الحنيف فى الحوار والاختلاف وأن نكف عن السب والشتم والتخوين والاتهام والاهانة لبعضنا البعض خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى (فيس بوك ) الذى تحول من وسيلة للتعارف والتقارب أصبح وسيلة للتنافر والتباغض والخلافات و خرج عن الهدف الموضوع الذي تم التخطيط له وتحول في كثير من الأحيان الحوار به إلى مهاترات واتهامات دون دليل بل وإلى أكاذيب أحيانا أخرى ، فتنقلب الأمور رأسا على عقب ، وبدلا من أن تكون هذة المواقع هادفة ذات معنى تحولت إلى أمور في غاية الإسفاف والانحطاط والتعصب للرأي وتجاهل الرأي الآخر وبدلا من أن تكون سبب للتعاون على البر وسبب لتبادل المعلومات والمعرفة أصبحت سبب فى الشجار والانشقاق وسماع ملا يرضى دين أو خلق .