أمازلتِ تسألينَ
عن الخبرِ اليقينْ ؟
أمازلتِ تردّدينَ
ذاك اللّحنَ الجنائزيَّ الحزينْ ؟
من هنا..آخر المنافي
أراكِ تتأبّطينَ السّوادْ..
تتدثّرينَ بنزفِ الحرف و المِدادْ..
من هنا..آخر المنافي
أراكِ ترحلينَ إلى عواصمَ من شجونْ
تستوطنينَ مآقي الفراغ و الجُفونْ
من هنا..آخر المنافي
أراكِ تُراقصينَ خاصرةَ التّيهْ
و تُشيّعينَ ذاكَ العمرَ الذّبيحْ
المسفوك على حافّة الرّيحْ
ترجّلِي...
عن الوجع السّاكنِ فيكِ أمّي
عساني يوما أغفرُ لي ذنبي...
تَرجّلِي...
عن صهوة العذابْ...
أدمى قلبيَ طولُ الغيابْ...
جريحُ هُدبكِ أنا..أمّي
تعاليْ... أضمّكِ
اِحتمي بطلّي...
دعيني ألملمُ،
اِنكساركِ...
اِنشطاركِ...
أغمدُ في صدركِ
حرائقَ الياسمينْ
وضوْعَ المسكِ
و خفْقَ الأقحوانْ
جريحُ هُدبكِ أنا..أمّي
تعاليْ...نرسمُ الحنينَ
مرجًا أخضرْ
قوسًا من عنبرْ
نقدُّ حلمَ اللّقاءْ
من عقيقٍ و مرمرْ