فى اذانيه صوت خرير المياه كٱنه صوت سرمدى لا نهاية له ولا بداية ينزل من أعلى الجبل إلى أسفل بقاع النهر والنهر مزروع على الجانبين زهور ما اجملها وشمس دافئة وناعمة تتسلل بشعاع ذهبي تداعب جسده المسترخى ، نسمة الهواء مازلت عالقة في أنفه الموسيقى في قلبه تملؤه انسجام جزء من جنة عدن وكٱنه ادام قبل أن يطرد من النعيم ، خفيف يتحرك بسهولة فى مساحات واسعة وعلى وجهه ابتسامة عذبة ، نفسه تشكر الخالق على الجمال فلا يوجد افضل من هذا ، جيد أن يكون هاهنا ، ينام ويستيقظ ويستغرق فلا يستيقظ على نباح الكلاب أو صوت عراك البشر الشرسين ،
نفسه تنعم بالسلام حتى لو كان فى أرض الاحلام ،
لكن الاحلام لا تدوم فيحرك رجليه ويخبطها فى الهواء وكٱنه يطير فإذا به يستيقظ من نومه نازعا الغطاء من على جسمه الدافئ ونفسه مازلت متلذذة
*****************
على صوت المنبه والساعة تدق السادسة بالظبط يحاول أن يستفيق على الرغم من أنه لو كان بٱختيارة فلم يستيقظ ، كالعادة كل يوم يخرج إلى البلكونة ينظر أسفل منزله إذا الشارع مملوء بالسائقين
(موقف للسيارات الأجرة )
عواء الكلاب واذا سكتت الكلاب بالسائقين تصرخ فلا يوجد حل ثالث ، عواء الكلاب ، وصراخ السائقين الذين معاركهم تكون دائماً على ذبون مسكين يطلقون عليه اثنين جنيه ونصف ، الإنسان فى نظرهم اثنين جنيه ونصف ، غبار الحرائق الناتج عن بؤر الزبالة ودخانها داخل أنفه كٱول شىء فى الصباح وخروج جاره بدون ملابس وفى يده كيس كبير اسود من الزبالة ويلقى به من أعلى البلكونة على إحدى البؤر المشتعلة ويتصادف وجود مجموعة شباب من المراهقين ينظرون إلى الجار الذى القى بالكيس الاسود الكبير فيتبرع أحد الشباب بتقديم وصلة شتيمة طويلة متنوعة بٱعلى صوته ويضحك الباقى مصدقين على الشتائم بنظرات الاعجاب يتٱلق كا اكثر ولد قليل ادب فى الشارع
********
نرجع للموظف المسكين الذى استيقظ على حلم جميل الى واقع مرير وتٱثير الحلم مازال باقياً فى عقلة الباطن وحالته المزاجيه لم تتغير ، ابتدأ الموظف يٱخذ وضع الاستعداد للمواصلة رحلة كفاحه اليومى وتكرار جدول اليوم المعتاد من فطار , ثلاث شقق فول وأخذ كيس بواقى الطعام ووضعه فى البراميل الكبير الذى على ناصية الشارع ثم الجرى مع الراكبين للميكروباص ودفع الاثنين جنيه ونصف ووضع السماعة فى أطراف اذانه لكى يسمع الموسيقى بدل من شخط ونطر وشتيمة الناس و التبلد والتحرش بسبب وبدون سبب ويغمض عينه ويكمل الحلم الجميل بتصميم قوى ويتخيل نفسه أسفل خرير المياه وامامه الشلال ودفىء الشمس يتسلل إليه من زجاج المكيروباص والزهور الجميلة على جانب النهر فى العالم الموازى إلى أن ينزل اخر الخط ويذهب إلى عمله ويتكرر الرواتين بصورة آلية إلى أن يرجع عصراً يستريح ويقرٱ وينزل فى المساء الى العمل الإضافي مكملا ً واجبه على أكمل وجه
كٱقوى طور فى اقوى ساقية إلى أن يٱتى ٱخر الليل لينام ويكمل المسيرة فى عالم الاحلام ولعل الاحلام بالنسبة له متنفس من الواقع حتى يطلقون عليها احلام ٱسم على مسمي
يوم من حياة مواطن