أم العريف .. هى مدعية الثقافة وتظهر فى المحافل والتجمعات بين الناس حتى تبين أنها تعرف كل حاجة وحل كل مشكلة سهلة ، وشخصية (أم العريف) من الشخصيات الشهيرة فى مجتمعنا العربى وهى التى تفهم فى كل الأمور وتفتى فى كل المسائل .
تتحدث فى الطب كأنها طبيب نفسى وفى الفلسفة كأنها أفلاطون وفى التاريخ كأنها الجبرتى وفى الشعوذة كأنها ساحرة ، وفى الهندسة كمهندسة ديكور وتصميم ، وفى الخدمات كأنها مضيفة طيران ، وفى التجارة كأنها مدير بنك ، وتتحدث فى أمور المشاكل الزوجية كأنها عالمة إجتماع .
تطعم كلامها بكلمات إنجليزية حتى توضح للسامع مدى ثقافتها العالية ، فهى غير محددة المعالم وغير واضح الملامح ولا تفهم لها وجهاً من كثرة المعلومات فى جميع المواضيع ناقصة غير حقيقية وكلامها فى معظم المسائل ليس له اهمية وتستغل جهل من حولها .
ماتحب تتعب ولا تدرس وممكن تذور شهادات كثيرة وتنشرها لإدعاء العلم والمعرفة ، تستسهل المعلومة من على الفيس أو جوجل وتنشرها ، تظهر بمظهر جذاب وتحيط نفسها بهالة ، الناس تحب كلامها لكن أكاذيبها تدمر حياتها وحياة الناس حولها وتأثيرها السىء تظهر على أفراد أسرتها وأصدقاءها أول شىء ، من يتعامل معها عن قرب يكتشف إنها شيطان .
والمشكلة الكبرى إنها تصدق نفسهأ فمن المستحيل أن يكون هناك إنسان يفقه فى كل الأمور ويفتى فى الكبير والصغير فتراها فى الصباح مستشارة أسرية وفى الظهيرة مهندسه وفى الليل طبيبة وفى اليوم التالى تتقمص أدواراً أخرى وتقوم بتشخيصات جديدة وقصص عديدة.
ولقد جاء فى الذكر الحكيم قول الله تعالى: ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً ) .. أنا شخصيأ تنتابنى نوبات حادة من الصداع عندما ألتقى بهذا النوع المسمى أم العريف ولا أعرف يمينى من شمالى وكل همى يتركز على كيف أغادر المكان الذى حلت فيه وكيف أهرب منها قبل أن افقد صوابى فهى راديو مفتوح على كل الإذاعات وتلفزيون مثبت على كل القنوات وموسوعة جرائد ولكن أوراقها ملخبطة .
ليتها تتوقف عن الكلام والإفتاء والرغى واللت والعجن والكذب ، هل هى مريضة نفسيآ أم معيبة خلقياً ؟ أم فاشلة إجتماعياً ؟ أم هاربة من الأيام ؟ أم طماعة وجاهلة ؟ .. هل صادفت أم العريف فى حياتك ؟ أحكى لنا موقف حدث مع أم العريف وأثر عليك ؟ .