في الوقت الذي كان الشباب فيه منبهر بأدهم صبري الذي يتحدث كل لغات العالم ويستعمل كل انواع الاسلحة ويجيد كل فنون القتال ويقع في حبه كل النساء حتى نساء الموساد وزعيمات المافيا نجد احمد خالد توفيق يخرج لنا بسلسلة بطلها دكتور عجوز يدخن كقاطرة بشرية ويصعد السلم مصحوبا بذبحة صدرية ووسامته لا تستطيع جذب انثى شمبانزي في احراش افريقيا فيقلب الموازين ويجعل الاف الشباب يعشقون هذا البطل بمواصفاته الغريبة ويعيشون معه شبابهم بلغة سهلة بسيطة محببة وسخرية لاذعة غير متكلفة فتضحك رغم كل الرعب الذي يواجه البطل العجوز في رحلاته العجيبة. البعض متعجب مما فعله الشباب عند وفاة احمد خالد توفيق لانهم لم يروا رد فعلهم عندما انهى احمد خالد توفيق حياة العجوز رفعت اسماعيل . الشباب اللي حزن على بطل وهمي عند وفاته في رواية بسبب نشأتهم معه ومرافقتهم له كان من المتوقع جدا ان يحزنوة حزنا اشد عند موت المؤلف . احمد خالد توفيق ليس بالنسبة لهم مجرد كاتب فهو اب وصديق كان يقرأ رسائلهم ويرد عليهم ويتفاعل مع مشاكلهم وليس كاتب مشهور يطل عليهم من برج عادي ويكلمهم بحساب رجل لم يداخله الغرور او اضاع عمره في البحث عن الشهرة بل جاءته الشهرة ولم تغيره احمد خالد ليس مجرد مؤلف بل اصبح جزء لا يتجزأ من تكوين هؤلاء الشباب وجزء لا يتجزأ من ذكريات طفولتهم وشبابهم لايستطيعوا نسيانه او التنكر له. اي محاولات عبثية لتشويه صورة الرجل لن تنجح لان هؤلاء الشباب على مدار اكثر من عشرين عام متابعين كل اعماله وكل مقالاته ويعلمون متى قالها فالقص واللصق لن يفيد هم يعلمون قد ينخدع بعض الذين لم يقرأوا له ولكن قراء اعماله لن ينخدعوا بهذة المحاولات الطفولية. لا اعلم من هذا الذي خرج علينا انهم منبهرين به لانهم لم يقرأوا لغيره بل قرأنا لكل الادباء قديما وحديثا لكتاب مصريين وعرب وعالميين وادباء نوبل واحببنا قراءتهم ولكن يظل احمد خالد توفيق علامة بارزة داخل حياة كل انسان منا الكثير من الكُتاب الشباب الان تربوا على يديه وتأثروا به وهاهم يشقون طريقهم وعشرات الاهداءات على عشرات الكتب تشهد بذلك. رحم الله احمد خالد توفيق الانسان الجميل والكاتب الكبير..