احنا بنتناقش ولا بنتخانق ؟

احنا بنتناقش ولا بنتخانق ؟
من أجل أن نعيش حياة سعيدة ضمن مجتمع مليء بالانفعالات والتغيرات لابد من أن نعي مفهوم ثقافة الحوار :

فهى وسيلة كفيلة بتضييق الخلاف أو إنهائه وهو ما يدعو إليه ديننا الحنيف في القرآن والسنة لضمان العيش بسلام .
لم يخلقنا الله عز وجل لأجل حياة غير منظمة فالذي خلق جعل الدقة في خلق عباده منظمة بصور عجيبة للفاهمين والباحثين فيها ، فمنظومة الآيات القرآنية التي ننهج منها دستور حياتنا دروس في التربية وفي سلوكيات لو أتقنا تطبيقها وفهمها لعشنا السعادة التي يطمح لها جميع البشر "" ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين ، إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم"
* إذاً فقد جعل الله الاختلاف حقيقة في البشر ولكن تقيدها ضوابط ونصوص وإلا أصبحنا في عالم الغاب
""ولنا في كتابنا الذي ننتهج منه دستور حياتنا دروس وعبر في التحاور على مختلف الأنواع ، فيحاور "رب العزة جل جلاله" مخلوق من مخلوقاته في هذه الآيات بروعة الصياغة قائلاً :
"ولقد خلقناكم ثم صوَّرناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاَّ إبليس لم يكن من الساجدين . قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك . قال أنا خير منه خلقتَني من نار وخلقتَه من طين . قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبَّر فيها فاخرج إنك من الصاغرين. قال انظرني إلى يوم يُبعثون. قال إنك من المنظرين . قال فبما أغويتَني لأقعدَنَّ لهم صراطك المستقيم . فمن خلال هذا الحوار الإلهي مع الشيطان ، تبرز حقيقة الثواب والعقاب ، الخير والشر ، الإيمان والكفر ، وما كان لصورة هذه الحقيقة أن تكتمل من دون هذا الحوار؛ وما كان لهذا الحوار أن يقوم من دون وجود الآخر. الاختلاف في الرأي أمر طبيعي جدا فكل شخص يمتلك وجهة نظر تختلف عن باقي الأشخاص، والاختلاف شئ إيجابي يساعد على النقاش والحوار والخروج بأفضل النتائج كما أنه يساعد في الاستفادة من تجارب الآخرين والتعرف على الخبرة التي اكتسبوها نتيجة التعرض للعديد من المواقف والمشكلات في الحياة، ولكن في الوقت الحالي تحول الحوار إلى جدال وأصبح الشخص الذي يحمل وجهة نظر مختلفة غير مرغوب فيه، وأصبح كل شخص يحاول إثبات صحة وجهة نظرة دون أن يستمع لوجه النظر الأخرى

كما أصبحت العقول متحجرة غير قابلة لتغير بعض المفاهيم والنظريات، فالمجتمع أصبح خالي من أصحاب العقول المرنة التي تتفهم الأمور، وبالتالي المشكلات بالمجتمع كما زادت المشاجرات التي تحدث بشكل يومي بين الأصدقاء وزملاء العمل وأفراد الأسرة الواحدة نتيجة اختلاف وجهات النظر، وللتغلب على تلك المشكلة لابد من التعرف على آداب الحوار مع الآخرين والتي يجب الالتزام بها لتفادي حدوث أي مشادات أثناء الحوار.

هناك الكثير من الأمور التي يجب تعلمها عن مهارة التواصل، فالحوار البسيط الذي تجريه مع الآخرين إما أن يكون مجديا وتحققه به هدفك، أو تخرب كل شيء على نفسك وتندم في النهاية.
ليس الأمر متعلقا بالذكاء ولا إستخدام طريقة الإرشادات المحددة، بل الأمر متعلق بفهم إمكانياتك وفهم عقلية من تتواصل معه لكي تبني عليها قواعد الحوار.

ولكن تبقى هناك أساسيات لابد من معرفتها، بعضها يحتاج تدريب وتنفيذ والآخر لا يحتاج سوى معرفته.
احنا بنتناقش ولا بنتخانق ؟

 أولا :أبدأ كلامك بمسلمات وحقائق بديهية أو بأمثلة وعبارات سهلة ومقبولة تمهيداً لما سوف تطرحه . ولا تقاطع مَن أمامك ، واتركه حتى يطرح رأيه ، وينتهي من عرضه كاملاً .
♡ 2 : حاول أن تستوعب جميع ما يطرحه الطرف الآخر قبل الإجابة عليه ، وتريَّث قبل التحدُّث معه .
♡ 3 : إياك أن تحتقر آراء الآخرين ، وأظهر اهتمامك بما يتحدثون ، حتى وإن لم تقتنع بما يقولون .
♡ 4 : تبسَّط في الحديث وخاطب الناس بما يعقلون .
♡5 : خيرُ الكلام ما قلَّ ، ولم يطُل فيُملّ ، فاختصر كلامك ، ولا تتكلم إلا بما يُستفاد من ذكره
♡6 : تأدَّب في الحوار مع أهل العلم والفضل والرأي ،
واختر الأوقات المناسبة في ذلك .
♡ 7: تودَّد وتلطَّف في الحديث مع من تحاوره ، ولا يمنعك الاختلاف معه إلى القسوة عليه ، فإن ذلك أدعى لقبول رأيك ،
{ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
طه44 .
♡ 8: اِختر أجمل العبارات وأحسنها ، وإياك والتجريح ، وأحذِّرك من اتِّهام النيَّات .

♡ 9 : إذا شعرت أن الحوار عقيم ، والفائدة منه معدومة ، أو أن الطرف الآخر قد بدأ في الجدال والمخاصمة فتجنَّبه ،
ونبيُّك صلى الله عليه وسلم يقول :( أنا زعيمٌ ببيتٍ في ربضِ الجنة لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحقّاً ) .
من وجهه نظرى الشخصيه .......
لكي نتخاطب مع الآخرين بطريقة فعالة، يجب علينا أن ندرك أننا جميعا مختلفون في الطريقة التي نفهم بها العالم ، ونستخدم هذا الفهم كدليل يرشدنا إلى الإتصال بالآخرين .
~ واخيرا ~
إذا لم تتحدد قواعد أي حوار ومقاصده ،فسوف يرتبك سياقه وتضيع نتائجه

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;