الاعلام الحقيقى الذى نعرفه ودرسناه فى الكليات الاعلامية هو على النحو التالى :
أولا : اذا كانت القضية تتعلق بالوطن ومايواجهه من أخطار خارجية ، أو داخلية ، فيجب أن يكون الكل فى خندق واحد مع مايواجهه الوطن من مخاطر ، وتحديات
فهنا لا حياد من الاعلام ، بل الوقوف فى خندق الوطن ومع الوطن
أما اذا كانت قضية تهم قطاع من الشعب فهنا يجب على الاعلام عرض القضية بأمانة تامة ، وحياد مطلق ، ويحاور الجميع بهذا الحياد ، ولا يأتى بطرف ويجعله يتغلب على الآخر .
بل يعطى للكل حقه فى عرض وجهة نظره فى القضية المحورية التى يتعرض لها ويعرضها بأمانة مطلقة ، وحياد تام .
لذلك شاهدت منذ أيام برنامج يسمى ( حضرة المواطن ) على قناة الحدث ، يقدمه الأستاذ / سيد على - يتحدث فيه الضيوف عن قانون الايجارات القديمة ، ومايشوب القانون من عوار ، وما يتعرض له الساكن من ظلم بين اذا طبق هذا القانون ، بمسودته التى عرض بها على البرلمان .
وأرتكبت أخطاء مهنية كبيرة فى هذه الحلقة ، بل أقول أرتكبت مصائب مهنية بعيدة كل البعد عن مفهوم الاعلام المهنى
أولا : جعل مقدم البرنامج الأستاذ / سيد على نفسه حكما وقاضيا فى نفس الوقت ، فعرض المشكلة ، فى حضور ممثل السكان ، وفى حضور أحد أعضاء مجلس النواب الذى يساند الملاك .
ثانيا : لم يعطى للأستاذ ممثل السكان حقه فى تفنيد أسباب العوار الواضح فى هذا القانون
بل فى كل جزئية من عرضه يقاطعه مقاطعة فجة ، ويأخذه بعيدا عن مايريد طرحه ، ويسأله ويصر على السؤال ، ويكون سؤالا بعيدا عمايريد ممثل السكان أن يطرحه، بل ويظل يقاطعه مرارا وتكرارا
ثم يكون مساندا للطرف الأقوى ، الا وهو نائب البرلمان ، الذى يتحدث بلسان الملاك ، ومساند للقانون بمسودته ، ومافيه من عوار
بل ويفسح له الوقت ليتكلم ويعرض ، ويؤيد ، بلا مقاطعة ، ولا أية أسئلة له ، بل يكون مساندا له ومتوافقا معه فى كل مايقوله
وكأنه أتى بهذا الضيف الممثل القانونى للساكن ليقول للجميع لن تفعلوا شيئا ، مهما فعلتم ، وسيطبق القانون المعروض بعواره ، وتشوهاته القانونية ، وظلمه البين للساكن ، والوقوف بجوار المالك
فلى سؤال للسيد المقدم
أولا : هل أنت فعلا اعلامى مهنى ؟ وتعى مايقال ؟
ثانيا : اذا كنت اعلامى ، فهل هذا هو ماتعلمته ومادرسته عن المهنية الاعلامية ، والحياد الاعلامى ؟
ثالثا : أنا لا أحجر على رأيك ، ولكن اذا كنت مع طرف ضد طرف فالأولى بك أن تعتذر عن الحلقة ، ويأتى أحد غيرك ليعرضها ، وتكون أنت ضيفا مع من شئت ، من الأطراف سواء مع المالك ، أو المستأجر
فتكون فى هذه الحالة ليس مقدما ولا اعلاميا ، بل تصنف ضيفا عاديا ، تسرد ماتريده ، ثم تنتظر الرد من الطرف الآخر لعرض ماسردته
هكذا يكون الاعلام المهنى ياسيد / سيد
الاعلام أمانة ياسادة ، بل هو من الركائز الأمنية العليا للدولة
الاعلام يغير مفاهيم أمة بأسرها اذا كان اعلاما أحترافيا وصادقا ، وليس كاذبا ، ومضللا ، ومشوها
الاعلام ياسادة حياد تام ، ويسمع الرد ولايؤيد أحد على حساب آخر ، بل يعرض القضية مابين الأخذ والرد ، ولايتدخل
هذا هو مفهوم الاعلام الحقيقى