كادت الحيرة والألم والدموع معا تدب فى نفسها المعذبة هذه المرة .. فطالما رأيتها حائرة وكانت لى دائما مستفسرة الا أنها هذه المرة كانت محل تساؤلاتى المتعددة .. أخبرتها بحيرتى عما يدور بعالمها الصغير ..
أجابتنى .. أنا ابحث عن عكازى وسندى فى هذه الحياة .. أبحث عن سر وصولى لتلك الحالة النفسية التى جعلت منك تهرولين الى كل ساعة واخرى لتتسائلى عما يدور بخاطرى .. أبحث عنها وعنه بمخيلتى .. أتذكر طفولتى وصباى معهما .. أتذكر لحظات الصمت والكلام .. الفرح والبكاء .. أتذكر طعامنا فى طبق واحد .. أتذكر لحظات لم تمحوها ذاكرتى ..
أرهقتنى .. حولتنى لمخلوقة تحيا جسدا بلا روح .. ذابت المشاعر والاحاسيس البريئة من قلوبهم .. وكأن الذى يجرى بعروقنا مياه وليس دما ..
من المسئول عن بعد الأخوة عن بعضهم ؟ ومن المسئول عن زرع الجفاء فى نفوسهم ؟ ومن المسئول عن تفرقة الدم ونزع الرحمة من قلوب أبناء لأم واحدة وأب واحد ؟ والى متى سيظل هذا الصراع بين قلوب ونفوس الاخوة ؟
أبكتنى آهاتها ودمعاتها الحائرة فأخذت أربت على قلبها المسكين قائلة .. لن ألقى بالمسئولية على أحد .. فمن يعرف ربه ويعبده حق عبادته يعلم تمام العلم أن الأخ لا يعوض .. وان كانت الحياة قد الهته عن أخواته .. فدائرة الحياة تدور حتى تكتمل وتصل به الى نفس النقطة ليرى هذا الجفاء بين أبناه بعضهم لبعض .. فهنيئا لمن عرف خطأه واعترف به وسعى جاهدا لاصلاحه قبل فوات الأوان .. فالرحمة والحنان والاصول والواجب لا تحتاج منا الى جواز مرور .. أعمارنا قصيرة .. فلا تنتظر حتى يقول الله كلمته بانتهاء العمر سواء كان لك .. أو لأخوك الذى جافيته من أجل آخر فكل منا يعرف المسئول والذى حوله لمخلوق قاسى القلب لذا .. أكمل مكان النقط بين القوسين لتصلح خطأك "......" انتبه أخى .. أختى .. قبل فوات الأوان ليوم لا ينفع فيه الندم