حين يموت الضمير تتحول النفس البشرية إلي غول يقتل ويدمر ويفعل ما لا يتناسب مع العقول ولا تقبله الأعراف ولا القيم وهذا ما يحدث في زماننا هذا فقد مات الضمير الإنساني وغسل وكفن ودفن في قبور الموتي وما يحدث في مجتمعنا الآن اكبر دليل إن الضمائر بالفعل ماتت فتجد الباطل يحيا ويجد من يصفق له ويشجعه أم الحق فيسير وحيدا في طريقا تملئه الأشواك وتجد الناس تقف بجوار الباطل لتنصره وتقف ضد الحق لتهزمه فمنبع الحق ضمير حي ومدخل الباطل ضمير ميت وفي هذه الأيام نشاهد يوميا من الأحداث التي تجعلنا علي يقين بأننا اصحبنا في مجتمع بلا ضمير فالأبناء يقتلن أمهاتهن وشهادة الزور و الخيانة واكل مال اليتم أصبحت شيئا عادي والغريب أننا نظن أننا مجتمع متدين من أين أتي إلينا هذا التدين ونحن ننفذ مخططات الشيطان بكل حرفية وفي كثيرا من الأحيان يتفوق بني الإنسان علي الشيطان في فنون الإجرام وكل ذلك من اجل المال فالجميع يلهث خلف أوراق البنك نوت ولا يشغل باله من أين مصدرها سواء من حرام أو من حلال هذا أمرا لا يهم في هذا الزمان وأصبحت كلمة تأمين مستقبل الأبناء تسمعها في كل مكان فالجميع يريد تأمين مستقبل أبناءهم ونسوا إن يأمنوا مستقبلهم حين يسألون في قبورهم من أين جمعتم أموالكم وحينا ذلك سيعلمون أنهم جمعوا الأموال من اجل إن يستمتع بها ما لا ينفعهم عند السؤال
فنحن أيها السادة في أزمة ضمير فعلا فقد انتهي عصر الأصدقاء الأوفياء فصديق عمرك الوحيد من الممكن إن يخونك من اجل إن يستفيد من خيانته إليك وقرر الجميع إن ينزلوا الأسواق من اجل إن يعرضوا منتجاتهم للبيع فعندما تدخل أسواقهم ستجد ركنا لبائعي أمهاتهم من اجل زوجاتهم وإذا نظرت يمينا ستجد من يبيع أخاه من اجل الميراث وإذا نظرت إلي ركنا آخر ستجد من يبيع أباه لدار المسنين فالجميع في هذا السوق يبيعون الوفاء ويستبدلونه بالخيانة هذه هي حقيقة مجتمعنا الآن أصبحنا نباع ونشتري في المزاد العلني لبيع البشر