سيادة الرئيس قد لا تسعف الكثيرون منا الذاكرة رغم قصر المدة أن يتذكرون موقفكم البطولى عند إنحيازكم لإرادة الشعب المصرى فى رغبته الخلاص من براثن قوى الأخوان و أحلافهم فى السيطرة و الإحتكار لحكم البلاد الذى كان فقط من أجل تحقيق غايات تنظيماتهم الشريرة التى هى بعيدة كل البعد عن صالح هذا الوطن أو الدين أو القومية ،و قد لا تسعفهم الذاكرة أيضا أن يتذكروا أن مصرنا خرجت من فوضى الأحداث التى كانت بين عامى 2011م ، 2014م و التى أفرزت أزمات اقتصادية طاحنة كادت تطبق على صدور المصريين حتى تؤدى بحياتهم ،و لقد كان لكم فضل الخلاص من أثار الفوضى المدمرة فالأقتصاد تعافى و أصبح هناك زيادة فى إحتياطى النقد الأجنبى حتى تجاوز سابق عهده قبل أحداث يناير 2011م و أرتفاع التصنيف الإئتمانى للبلاد و نقص معدل التضخم هذه الأيام و إنخفاض عجز الموازن و الميزان التجارى ،ثم كان لك الفضل فى أقامة مشروعات التنمية و البينية التحتية التى يشهد الواقع نمو معدلاتها بشكل يصعب معه المقارنة مع مثيلتها فى عهود و عقود ماضية ،هذا بالإضافة إلى تعافينا من أهم المشكلات التى هى الإشباع الأول للفرد ألا و هى الأمن الذى كان حلما يداعب المصريون فى اليقظة و النوم .و إن أهم ما يميزكم سيادة الرئيس أسعد به أنا شخصيا أن لكم قلبا فولاذيا يعطى القوة لإتخاذ أى قرار ترى أنه يحقق صالح الوطن دون النظر إلى تداعيات الداخل أو الخارج و خير مثال لهذا القرارات التى إتخذتموها تلك الخاصة بمعالجة مسألة الدعم التى وقف عند التفكير فيها غيركم كثيرون طويلا و تركوها خوفا من المواجهة و الصدام،لكنكم وقفتم على أرض صلبة بأقدام ثابتة دون التفكير لبرهة فى مصلحتكم الشخصية و أثرتم مصلحة الوطن العليا على كل المصالح.سيادة الرئيس و نحن على أعتاب الولاية الثانية رجاءنا أن يكون إلى جانب أهدافك التنموية هدفين إستراتيجيين تسعى إلى ضرورة تحقيقهما من أجل مصر،الأول: هو القضاء على الفساد بكل صوره و أشكاله من أجل أجيال نرغب فى أن نترك لهم وطن يبهون به شعوبا تتغنى بأوطانها ،و ذلك بموجهته بشجاعتك المعهودة عند تصديكم للقضايا الشائكة التى تقف حجر عثر فى سبيل تقدمنا و النهوض بمستقبلنا،الأخر: هو الإنتقال السلمى للسلطة و تداولها و لا تترك الفرصة لأحد يزيد على حبك لهذا الوطن