تمتاز قصائد الشاعرة ناهده الحلبي بالشعر العمودي ( الموزون) ولعلها الشاعرة التي أضافت له جمال وامتداد وحياة ، تنوع الشعر عندها إلا أنها امتازت بالكلمة ذات الجرس القريبة على الحس يتذوقها السامع والقاريء ويقترب منها بإحساسه قبل عقله ، يمكن إن نقول أنها تعطي للأحاسيس أكثر من العقل أو قل إن الإحساس يسبق بناء وتصور الكلمة ، ولأنها اختارت اللطيف من الحس والجميل من الشعور ، فكانت تعني على الرغم من تعدد أغراض الشعر عندها ، تعني أو بالأحرى تمتاز بالغزل أكثر من إي غرض ، وتغور في النفس ، مستخدمة كل الحسيات والمجسات النفسية والجسدية كي تخرج لنا صورة رائعة وتصور مشوق يضيف لشوق وصفا ولجمال روعة وبهاء ، وسنرى في قصيدة نشرتها على صفحتها الرسمية من دون عنوان وهي تبدأ بفعل وتنتهي بفعل بكل أبيات القصيدة .
(قُلْها) !
قُلْ لي أُحِبُّكِ بيْنَ الجدِّ والهَزَلِ
فالقَلْبُ يَشْتاقُ مَنْ تَهْواكَ مِنْ أَزَلِ
تَطْفو على جَمَراتِ العَيْنِ أَدْمُعُهُ
تَكْوي فُؤَادِيَ أَشْواقٌ بِلا أَمَلِ
أَعْتاشُ مِنْ نَظَراتٍ في سَواحِلِها
فاضَتْ مَراكبُ أَشْجاني سَقَتْ مُقَلي
خُذْني إليْكَ فَطولُ البَيْنِ أَنْهَكني
وَامْلأْ كُؤوسَ اللُّقا شَهْدًا مِنَ القُبَلِ
واحْضُنْ فَمي فَرَذاذُ الصَّمتِ أَرْهَقَني
وامْلأ جِرارِيَ ما في الرِّيقِ من عَسَلِ
واكْذِبْ عَليَّ بأنَّ القَلبَ بي وَلِهٌ
واغْزِلْ منِ الغَيْمِ قُفْطانًا يَقي بَلَلي
قُلْ لي أُحِبّكِ في جِدٍّ بِلا هَزَلِ
قُلْها فَعُمْرُ الهوى يَمْضي عَلى عَجَلِ