دفع الجمهوريين للانسحاب من الرسوم الجمركية المقترحة على واردات الصلب
صعد المشرعون الجمهوريون يوم الثلاثاء الدعوات للرئيس دونالد ترامب للانسحاب من الرسوم الجمركية المقترحة على واردات الصلب والألومنيوم، كما أضاف زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إلى مجموعة من الانتقادات. ويخشى النقاد من ان تؤدي هذه الاجراءات الى اشعال حرب تجارية وتدمير الاقتصاد الامريكى. الا ان الرئيس الجمهوري لم يظهر اي مؤشر على تراجعه، مؤكدا مجددا اعتقاده بان الولايات المتحدة يمكن ان تفوز بأي حرب تجارية لانها تدير هذا العجز التجاري الكبير مع الكثير من الدول.
وقال للصحفيين فى البيت الابيض فى مؤتمر صحفى يوم الثلاثاء مع رئيس الوزراء السويدي "عندما نكون متخلفين عن كل دولة فان الحروب التجارية ليست سيئة للغاية". وعاد النائب الجمهوري البارز للاقتراح، رئيس مجلس النواب بول رايان، إلى الهجوم يوم الثلاثاء، قائلا إن الرسوم المقترحة بنسبة 25 في المئة على الصلب و 10 في المئة على الألومنيوم واسعة جدا. على الرغم من أن هذا الإجراء يهدف إلى ضرب الصين، وسوف يكون تأثيره الرئيسي على حلفاء الولايات المتحدة مثل كندا. وقد عارض ريان، الذى تتعرض ولايته ويسكونسن للتعريفات الجمركية المقترحة من الاتحاد الاوروبى، التعريفات باستمرار ودعا الى "المزيد من الاجراءات الجراحية والاهداف المستهدفة".
وقال البيت الابيض ان الاجراءات ستحمي الصناعات والوظائف من المنافسة غير العادلة وان التعريفات الشاملة تحتاج الى ان تستخدم دول مثل الصين دولا ثالثة لشحن الصلب الى الولايات المتحدة مما يخفى منشأها. ويتقاضى المعارضون ان التعريفات قد تدمر المزيد من فرص العمل مما تنشئه، وتهدد بانحراف حلفاء الولايات المتحدة، وان المستهلكين الامريكيين سوف ينتهون فى النهاية الى دفع المزيد لمجموعة من المنتجات من علب البيرة الى السيارات.
وقال ماكونيل فى تقريره الاول "هناك قلق كبير بين اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين من ان هذا يمكن ان يكون نوعا من الانتفاضة فى حرب تجارية اكبر وان العديد من اعضائنا يناقشون مع الادارة مدى اتساعها وكيفية تجتاحها". تعليقات حول هذه المسألة. وتراجعت الأسواق المالية من أدنى مستوياتها على التوقعات التي يمكن أن تسقط التدابير في مواجهة جهود مكثفة من الضغط من الجمهوريين الرائدة. وفى يوم الثلاثاء، اثار الممثل مارك ميدوز، رئيس تجمع الحرية، وهو تجمع جمهوري متحفظ بشدة فى الكونجرس، مخاوف بشأن تأثير التعريفات على التصنيع والصناعة فى الولايات المتحدة. وتعد الزراعة هدفا محتملا للتعريفات الانتقامية من الصين اذا ما دفع ترامب قدما.
وقال ميدوز الذى تحدث للصحفيين بعد اجتماع مغلق مع الجمهوريين فى مجلس النواب "ان معظم المحادثات التى سمعتها لم تؤيد هذا القرار بالذات". وقدم ترامب ثلاثة خيارات من قبل وزارة التجارة. وكانت التعريفات الواسعة التي أعلن عنها الأسبوع الماضي واحدة. كما كان لديه خيار فرض رسوم أعلى بكثير على واردات الصلب بنسبة 53 فى المائة على مجموعة أضيق من 12 دولة لم تشمل كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبى، على الرغم من أن جميع البلدان ستخضع لنظام الحصص. وبالنسبة للألومنيوم والصين وهونغ كونغ وروسيا وفنزويلا وفيتنام سوف تخضع للتعريفات المباشرة وغيرها إلى الحصص. ودعا الخيار الأخير إلى تخصيص حصص لكلا الصناعتين للحد من الواردات.
وقالت واشنطن يوم الاثنين انه اذا وافقت كندا والمكسيك على مطالبها فى محادثات نافتا فانهما يمكن ان يعفيا من رسوم الصلب والالومنيوم المقترحة. وكرر ترامب الاقتراح يوم الثلاثاء بعد اختتام المحادثات الثلاثية بعد ستة اشهر من المناقشات التى لم تحقق تقدما يذكر. وقد رفضت كل من المكسيك وكندا الاقتراح. وقد اثار وزير الاقتصاد المكسيكى ايلديفونسو جواجاردو احتمالات الانتقام اذا ما دفعت واشنطن الرسوم الجمركية واصرت على ان اتفاقية التجارة الحرة لامريكا الشمالية ما زالت "اتفاقا ثلاثيا" ردا على اقتراح امريكى باجراء محادثات مع كندا والمكسيك بشكل منفصل.
وقال غواجاردو لشبكة تيليفيسا في مقابلة: "هناك قائمة (من المنتجات الأمريكية) نقوم بتحليلها داخليا، لكننا لن نجعلها عامة، وسننتظر". كما ذكرت كندا انها ستتخذ اجراءات مضادة كما فعل الاتحاد الاوروبى. وكان ترامب قد استهدف الاتحاد الاوروبى فى مؤتمره الصحفى مع رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين قائلا ان الكتلة تعاملت مع الولايات المتحدة بشكل غير عادل فى التجارة.
وتعهد ترامب بخفض العجز التجارى فى امريكا واتهام دول مثل الصين بالخداع. وقد بدأ تحقيقا فى انتهاكات الملكية الفكرية من جانب الصين، وهى خطوة قد تقزم اى تأثير لمقترحات الصلب والالمنيوم وتثير استجابة حادة من بكين. حذر فريد بيرجستين، الذى شغل مناصب قيادية فى سلسلة من الادارات الامريكية، وهو زميل بارز فى معهد بيترسون للاقتصاد الدولى، يوم الثلاثاء من ان التعريفات المقترحة ستقوض جهود واشنطن لكبح جماح الصين عن طريق ابعاد الحلفاء المحتملين. وإن الإجراءات التجارية الأخيرة للرئيس ترامب، وخاصة الخطط المعلنة لفرض التعريفات الجمركية على الصلب والألومنيوم، لن يكون لها تأثير يذكر على الصين.