ترامب يتنبأ محادثات نافتا مع التهديدات ضد تجارة الصلب
في اطار التهديدات التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإطلاق حرب تجارية على الصلب سحق آمال التقدم الكبير في المحادثات الأخيرة لإعادة صياغة نافتا، مما زاد المخاوف بشأن مستقبل الصفقة التجارية. حيث قال ترامب يوم الخميس انه سيتم الاعلان عن خطة للتعريفات الحمائية بنسبة 25 فى المائة على واردات الصلب و 10 فى المائة على منتجات الالمنيوم الاسبوع القادم، وذلك على موقع تويتر على الانترنت يوم الجمعة من خلال الدعوة الى حروب تجارية "جيدة وسهلة الفوز". وقللت تصريحات ترامب من الجهود الرامية إلى إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية في حقبة التسعينات، والتي كانت قد تعطلت بالفعل بسبب المغادرة المبكرة لمسؤول أمريكي يتعامل مع واحد من أكثر الموضوعات إثارة للخلافات، وقواعد محتوى السيارات. وردا على سؤال حول كيف يمكن لمفاوضي نافتا أن يعملوا بحسن نية لتحديث الصفقة، بينما تحدث ترامب عن الحروب التجارية بالموافقة، أجاب مصدر كندى جيد التجهيز قائلا: "هذا سؤال جيد جدا، ولا أعتقد أن هناك جوابا حتى الان".
وقال جيري دياس، رئيس اتحاد نقابات القطاع الخاص الكندي، أونيفور، بعد اجتماعه مع كبير المفاوضين في كندا يوم الجمعة أن آخر مقاتلة ترامب لدفع استراتيجيته "أمريكا الأولى" قد أحبطت المفاوضات فورا.
وقال دياس لرويترز ان "الفريق الكندي غاضب تماما"، مؤكدا انه يجب على كندا الابتعاد عن المحادثات اذا لم تحصل على استثناء. وشبه إدارة ترامب إلى فتوة المدرسة. وقال للصحافيين "في نهاية المطاف سيكون على كندا ان تبدأ في اطلاق النار بالنار". وقدم مسؤول مكسيكي واحد على دراية بهذه العملية تقييما دقيقا لكيفية سقوط إعلان ترامب في المحادثات. وقال المسؤول "ان الاخبار السيئة جدا، والتوقيت السيئ للغاية، وخطير جدا، ان نذهب الى هذا الطريق".
وقال كينيث سميث كبير مفاوضى نافتا فى المكسيك ان المسؤولين التجاريين اصبحوا يستخدمون للتوترات التى اثارها ترامب وقال ان المحادثات لم تتأثر باعلان الصلب. بيد انه قال انه يتعين اعفاء المكسيك وكندا من الاجراءات التى تتخذها حلفاء الولايات المتحدة فى نافتا. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت التعريفات الجمركية على المعادن ستطبق على شركاء الولايات المتحدة في إطار اتفاق التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، الذي يشكل معا أكثر من تريليون دولار من التجارة الثلاثية السنوية.
وقال المصدر الكندى ان كندا، اكبر مورد اجنبى للصلب والالومنيوم الى الولايات المتحدة، تبحث سبل فرض عقوبات فورية على الولايات المتحدة اذا لزم الامر. وقال مسؤولون مكسيكيون ان الحكومة من المحتمل ان تنتظر الوضوح حول هذه المسألة قبل الرد، لكن احدهم قال فى وقت سابق من هذا الاسبوع ان المكسيك ستتعرض للضرر اذا ما كانت تخضع للتعريفات الامريكية. وقال المسؤولون ان حفنة من الفصول الأقل إثارة للجدل فى اتفاق التجارة الحرة لنقابات العمال لن تزال قائمة خلال الجولة الاخيرة من المحادثات، وقال ثلاثة اشخاص فى المحادثات ان الفرق الفنية ظلت تركز على مهامها، على الرغم من عدم اليقين الذى تسببت به خطة تعرفة الصلب. وقد اجتمع المفاوضون من الدول الثلاث لمدة ستة اشهر وقدموا اعلانات ملموسة قليلة. وكانت توقعات التقدم في الجولة السابعة في مكسيكو سيتي قد خففت بالفعل بسبب الاقتناع بأنه من غير المرجح إزالة المناطق الرئيسية للمشاكل دون وساطة شخصيات سياسية بارزة. وأدى خطر نشوب حرب تعريفية بين شركاء نافتا إلى حواجز جديدة.
وقالت رابطة صناعة الصلب المكسيكية كاناسيرو انها تتوقع ان تتخذ الحكومة "اجراءات متبادلة فورية" اذا فرضت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على المكسيك كما ادانت جماعات الضغط الزراعية فى محادثات نافتا خطة التعريفة. وقد هدد ترامب مرارا بالانسحاب من نافتا إذا لم يتم إعادة صياغة الصفقة لرضاها، بحجة أنها تسببت فى هجرة وظائف التصنيع الأمريكية إلى المكسيك منخفضة التكلفة. ويتطلع المشاركون فى المحادثات الى اجتماع يوم الاثنين المقرر عقده بين الممثل التجارى الامريكى روبرت ليثايزر ووزير الخارجية الكندى كريستيا فريلاند ووزير الاقتصاد المكسيكى ايلديفونسو جواجاردو للتوضيح حول الطريق الى الامام. وقال أحد المسؤولين التنفيذيين في الصناعة بالقرب من المفاوضات: "إنها ليست مسألة ما يمكن تحقيقه. واضاف "انها مسألة ارادة سياسية".