يفقد الكثير من الناس أشياء غالية عليهم سواء أكانت ذو قيمة مادية عالية أو لا، فالمادة هنا ليست هى البطل بالقصة ...
والبعض يفقد أشخاصا ذات مكانة عالية لديهم أيضا وللمرة الثانية ليست المناصب ولا الثروات هى المقصد.
بل .. أنك لا تشعر بقيمة الشخص أو الشئ أحيانا الا بعد أن تفقده إما بشكل مؤقت أو بشكل دائم.
والسبب هنا ( الروابط) وتعنى انك حينما تتعلق بشئ ما مثل (نظارة شخصية، حذاء ، ميدالية، ...الخ) فانه ينشأ بشكل تلقائي رابط طاقى بينك وبين هذا الشئ طالما أنك منفعل به ويؤثر بك بأى شكل ما ، وهذا يعنى أن هذا الشئ يشعر بك وتشعر به فيعطيك السعادة وقت وجوده ... وهنا قد تتعجب أيها القارئ من كلماتى .. سأعطيك مثالا قد يكون حدث معك يوما ما :
عندما رأيتى حقيبة يد بأحد المحلات التجارية وأعجبتك وقررت بينك وبين ذاتك تغير حقيبتك القديمة بتلك ، عندما تعودين للمنزل سوف تنحيها جانبا للابد لتستبدليها ... وتفاجئين حين عودتك فرحة بالجديدة...
لتجدى القديمة التى ظلت معكى مدة ٣ سنوات .. قد بدأت بالتقادم بأى شكل والسبب ( شعورها بالحزن) الذى وصل لها من الرابط بينكما .
وهكذا النبتة والسمكة والعصفورة وأى حيوان تقوم بتربيته فهو يعرف صاحبه ومربيه من هذا الرابط الطاقى ( طاقة حب) وعندما يحزن صاحبه فإنه يحزن لحزنه أيضا فهنا تحول الامر من الجماد الى الحىي .
وننتقل الى الانسان ..
انت تحزن بعد فقدان الٱخر سواءا بالوفاة أو بالسفر أو بالفراق لأنك تفقد الاحساس الذى كنت تستشعره معه وخاصة إن كانت جميلة وتشع بالحب فهنا يكون الرابط مؤلم بقدر ماكانت قوته من قبل تكن قوته بالألم أيضا.
فلنقدر الآخر وهو على قيد الحياة ونقدر ما يقدمه لنا من طاقة عطاء وحب لانك أول من ستتألم لو فقدته ، وما الدنيا الا لحظات.
ولنقدر حيواناتنا الأليفة ونحترمها ولا نستهين بها لمجرد أنه حيوان ويمكن شراء غيره بمبالغ زهيدة ، وأخيرا نقدر ما نملك من أشياءنا الخاصة نعم إنها جماد ولكن تشعر بنا أيضا بدليل أنها تسبح الله.
وقال الله تعالى (...لئن شكرتم لأزيدنكم....) ليحثنا على الشكر والتقدير لمانملك.