يسير هذا الرجل الفقير المحروم الذي يشق الطريق بحذائة المتهالك وملابسه المحزنة ووجهه الذي يظهر علية قسوة الايام عيونة لا تري أمامها الطريق من كثرة الدموع التي تملئها وقدماه ترتعش في كل خطوه يخطوها ويداها لا تستطيع ان ترتفع الي وجهه ليمسح دموع عيناة التي تتساقط علي الارض لتزلزلها من شدة سخونتها

وترصده بعض العيون في شوارع الاسكندرية وتنبهت بأن هذا الرجل يبكي كالاطفال ولكن بلا صوتا مسموع وقبل ان يصل اليه احد المارة ليسئله عما يبكية سقط الرجل علي الارض مغشيا علية فتجمع الناس حوله ونجحوا في افاقته واجلسوه علي مقعد وسألوه ما يبكيك فاجابهم والعيون لا تكف عن البكاء انا رجلا فقير ولدي ابناء وابحث عن عمل ومنذ اكثر من 10أيام لم يدخل جنيها واحد جيبي ووجدت كل ابواب اصحاب العمل مغلقة أمامي

فماذا افعل وانخرط الرجل في البكاء مرة اخري وجعل من حوله من الناس يبكون فمن هو المسؤل عن ما وصل الية هذا الرجل هل هم المسؤلون ام الاثرياء اصحاب الصفقات ممن يدفعون الرشاوي لياخذون ما لا يستحقون أم ان المجتمع اصبح ظاهره الدين وباطنة شيطان رجيم فهذا الرجل الفقير

لا يطمع في شئ كثير انما يريد ان يمتلك قوت يومه يا اصحاب الشركات والعقارات التي تشتري وتباع بالملايين اعلموا انكم ستحاسبون عن هذا الرجل وامثاله من فقراء الوطن فأنتم من اخذتم خيرات البلاد وتركتم العباد يعانون الذل والمهانه فويلا لكم يا عبدة المال من انتقام الرحمن فلن تأخذوا معكم في قبوركم شئ من اموالكم ولن يبقي معكم سوي اعمالكم فهل عملتم لهذا اليوم

فأنتم لم تتعلمون من اثرياء الغرب شيئا ممن يتبرعون بجزء من ثرواتهم لفقراء اوطانهم أما انتم فتسلبون من الفقراء كل شئ ولو اطال ايديكم الهواء لمنعته ايديكم عنهم فانتم لا تريدونهم في دنياكم وكأن الدنيا باثرها خلقت من اجلكم انتم فهل احدا منكم نظر الي هؤلاء الفقراء وسعي لتلبية مطالبهم علا وعسي دعواتهم بالخير تصبكم