الأمانة هى الحياة وهى الآخره وهى السعادة وهى الهنا فكم من إنسان عاش أمينا فكرمه الله فى حياته وجعله من المحسنيين ورزقه كل الخير والسعاده ووفقه فى عمله وأيضا تفوق فى علمه بإمتياز وأستفاد من علمه الكثير ونجح أيضا فى كل أمور حياته ..... فكان هناك شاب يتيم فقير يتمتع بشباب وحيوية كان يعمل بإحدى المزارع عند رجلا ثريا وهذا الرجل الثرى قد رزقه الله من كل خيرات الدنيا أعطاه المال ومنعه من الأولاد وكان يعتمد إعتمادا كليا على هذا الشاب الذى يعمل عنده فى مزرعته إلا أن مرض هذا الرجل الثرى وطلب منه الأطباء أن يسافر إلى الخارج للعلاج هناك وقبل سفره أخذ هذا الشاب وتوجه به إلى منزله وجلس معه وقال له أنه لايملك من الدنيا سوى المال وزوجته فطلب من هذا الشاب أن يراعى ماله وبيته وزوجته عند غيابه وقد سافر الرجل وبعد فترة بسيطة تسلل الشيطان إلى المرأة التى بدأت تفكر فى نصب شباكها على هذا الشاب ولكن الشاب أبا ورفض بشدة وأمتنع عن دخول البيت وبالرغم من فقره وإحتياجه للعمل إلا أنه ترك المنزل بما فيه وبدأ الناس يتساءلون عن سبب تركه للعمل وعندما علمت إمرأة الرجل الثرى بحديث الناس فقد أثارت إشاعه بأنها طردته لأنه لن يحافظ على الأمانه التى تركها زوجها له فقامت بطرده وكان كلامها مصدقا عند الجميع حتى وصل الامر إلى أن هذا الشاب واجه صعوبات كثيرة داخل قريتة حتى يحصل على عمل بديل بسبب سمعته التى شوهت بسبب كلام زوجة الرجل الثرى عليه أمام الجميع فلن يجد أحدا من القرية يأمن له بدخوله منزله أو يشاركه فى أى عمل ما فكانت سببا فى قفل الابواب فى وجهه... وعندما حضر الرجل الثرى من الخارج ولم يجد هذا الشاب تحدثت له زوجته عن خيانته للأمانه فقامت بطرده ومرت الأيام وحالة الشاب تسوء إلى أن وصل الأمر به إلى التسول فى مناطق بعيدة عن منطقته والتزم الصمت عن هذه الاحداث التى كانت سببا فيما هو فيه مع العلم بأنه لو تحدث من الممكن أن تظهر براءته أمام الرجل الثرى وأمام الجميع فما كان عليه سوى أن يطلب ويدعوا الله كثيرا أن يعفوا عنه وأن يظهر الحقيقة التى عجز عن البوح عنها بسبب فقره وضعفه حتى ظهرت عظمة وقدرة الله سبحانه وتعالى وهى أن الرجل الثرى كان قد ذهب وبمرافقة زوجته بسيارته الخاصة إلى زيارة أحد أقاربهم وقد حدث لهم حادثا كبيرا بالطريق وعلى أثرها إنتقلوا إلى المستشفى وكانت زوجته فى حالة خطيرة وقد طلبت من الاطباء أن يستدعوا لها زوجها وعندما أتى زوجها فقالت له إبحث عن هذا الشاب فهو الوحيد الذى أحبك وكان أمينا عليك ومحافظا على كل ممتلكاتك وأننى ظلمته وكنت السبب فى تشريده فهو أمينا صادقا وهو أولى بك وقد فارقت الحياة هذه الزوجه وخرج الرجل يبحث عن هذا الشاب إلى أن وجده وأخذه ونسبه له وكتب له جميع ممتلكاته وكانت هى مكافئة الله له لأمانته .. فالامانة كنز ...فالامانة سعادة...فالامانة راحة ..فالامانة ثروة حافظوا عليها.... فلا تنسوا أن قضاء الله قائم على ظهور الحق ورده لأصحابه له يوم معلوم عند الله فهو قادم فالمظلوم عليه أن يصبر والظالم عليه أن يرجع لثوابة وخائن الأمانه عليه أن يعلم أن عقاب الله شديد.