وقعت موجة جديدة من القنابل على الغوطة الشرقية في سوريا يوم الجمعة، وهو ما وصفه أحد الشهود في إحدى المدن بأنه الأسوأ حتى الآن، قبيل تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للمطالبة بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في جميع أنحاء البلاد. وجاء اليوم السادس على التوالي، قصفت الطائرات الحربية الجيب الزراعى المكتظ بالسكان شرق العاصمة، آخر معقل للمتمردين بالقرب من دمشق. واوضحت المرصد السوري لحقوق الانسان ان التصعيد ادى الى مقتل ما لا يقل عن 417 شخصا واصابة مئات اخرين بجروح. وتقول الجمعيات الخيرية الطبية ان اكثر من عشرة مستشفيات اصابت الطائرات، مما جعل من المستحيل علاج الجرحى.
وذكر المرصد البريطانى ان الطائرات الحربية والمدفعية الحكومية ضربت دوما وزملكا ومدن اخرى فى جميع انحاء الجيب فى الساعات الاولى من صباح اليوم. وقال شاهد في دوما طلب عدم كشف هويته ان الانفجار الذي وقع صباح اليوم كان الاكثر كثافة حتى الان. وتجدر الاشارة الى ان تفجير الغوطة الشرقية منذ ليلة الاحد كان من بين اشد الحرب، ودخلت عامها الثامن.
وقال الدفاع المدني في الغوطة الشرقية إن رجال الإنقاذ هرعوا لمساعدة الجرحى بعد الضربات على بلدة الحمورية صباح يوم الجمعة. وذكرت خدمة الطوارئ التى تعمل فى اراضى المتمردين انها اجتذبت مئات الاشخاص من تحت الانقاض فى الايام الاخيرة. ولم يصدر اي تعليق فوري من الجيش السوري.
وتقول دمشق وموسكو انهما يستهدفان المسلحين فقط، وانهما يهدفان الى منع المتمردين من قصف العاصمة بمدافع الهاون. واتهموا المتمردين باحتجاز السكان كدروع بشرية في الغوطة. ويعيش ما يقرب من 400 الف شخص فى الغوطة الشرقية، وهى جيب من المدن والاقمار الصناعية التى تخضع للحصار الحكومى منذ عام 2013. وقد دعا مبعوث الامم المتحدة الى سوريا الى وقف هدنة من اسوأ الهجمات الجوية فى حرب السبع سنوات ومنع وقوع "مذبحة".
وينظر مجلس الامن الدولى فى قرار صاغته الكويت والسويد يطالب ب "وقف الاعمال القتالية فى جميع انحاء سوريا لجميع العمليات العسكرية" لمدة 30 يوما للسماح بعمليات تسليم المساعدات وعمليات الاجلاء الطبى. ومن المقرر ان يتم التصويت يوم الجمعة. ولا يشمل القرار الجماعات الإسلامية وتنظيم القاعدة وجبهة النصرة التي تقول موسكو ودمشق أنها استهدفتها في الغوطة الشرقية.