ولهن حقوق !

ولهن حقوق !
كانت في أشد لحظات سعادتها , نظرت في مراه غرفتها وقد رسمت ابتسامة عريضه اطلت في جنبات الغرفة , كم كانت ابتسامتها جميلة حين سمعت زغاريد أخواتها وأمها , وقد امتلأ وجهها فرحا ودبت بين لمحاته أحمرارات الخجل .انها عروستنا الجميلة ذات الأربع والعشرين , وها قد وصل فارسها بجواده الأبيض وثيابه الأصيلة يمتطيه بكل ثقة . هكذا هي البدايات , تكون جميلة دائما , ولكن الواقع أحيانا يغير البدايات ويحيلها الى لحظات لم تكن متوقعة لا من العروس ولا من أسرتها , فبعد الكثير من الفرح والسعادة , تطل أحيانا بعض الأحداث المأساوية بين الزوجين الذين كانا يوما ما تغمرهما السعادة . وأصدقكم , ففي مجتمعاتنا العربية أكثر من يتضرر من الانفصال أو الطلاق هي البنت , الزوجه وليس الزوج .في مجتمعنا ما زال الرجل يحتفظ بنصيب كبير من الفرص , أما هي فتبدأ مرحلة حياتية جديدة , لن تواجه فيها فقط صعوبات الحياة وازماتها منفردة , بل وبمزيد من الأسف ستواجه كما هائلا من الانتقادات والتعليقات وعذرا ( السخافات ) من هنا وهناك وهنالك . انهم يحملونها مزيدا من المسئولية لما وقعت فيه من الانفصال عن طليقها , مع أن الواقع الذي هي تحياه يحتم على أفراد المجتمع حولها وأهمهم ( أسرتها ) أن يتحملوا معها ويرفعوا عن كاهلها قدرا من الحمل الثقيل , على الجميع في الواقع أن يعلم أن ( لهن حقوق )! . انها لم ترتكب جرما حين أدركت أن حياتها لن تسير على ما يرام ان هي استمرت مع هذا الزوج , كذلك هو لا يجب أن نحمله مزيدا من اللوم لأنه أدرك أن الطلاق هو الحل الرباني لوقف مزيد من المشكلات والصراعات الأسرية فأخذ بهذا الحل دون تردد. ولكن علينا أن ندرك أن ( لأي مطلقة مجموعة من الحقوق على المجتمع ) ! فبدل أن نلومها ونوبخها على فعلتها التي قد نصفها نحن ب ( الشنيعه ) , يجب أن ندرك أن علينا قدرا من المسئولية تجاهها , ناهيك عن انها قد تكون راعية لأطفال , فتزداد حجم المسئولية المجتمعية في المقابل . وأول المسئولية لن تكون مالا , بل مسئولية أخلاقية وانسانية , لماذا التجريح والاتهام والنظرات الساخرة منها , كثير منا يقع في هذه الاخطاء والحماقات من حيث لا يدري , في حين أن هذه الأخطاء الجسيمة منا تجاهها تبني بيننا وبينها سدا معيقا لحركتها في المجتمع , تدفعها نظراتنا واتهاماتنا لمزيد من التشاؤم والحزن واليأس من الحياه ! من لم يستطع المساعدة فليقل خيرا أو ليصمت ! انها انسانه , لها مشاعر وأحاسيس وأفكار , قد تكون أخطأت حين طلبت الطلاق , وقد تكون صائبة , هذا لا يجب أن يعنينا , الذي يجب أن يعنينا حقا أن نعلم أنها انسانه تشعر ! عاشروهن أيها الأزواج بالمعروف , فان كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , وان لم تتحملوهن ثم طلقتموهن فلا تنسوا الفضل بينكم , أنفقوا عليهن وعلى أبنائكم الذين حملن بهم لكم , ولا تجعلوهن عرضة للمسألة لينفقن على ابنائكم . اذا اضطررنا للطلاق فليكن راقيا , نراقب فيه رب العالمين وأحكامه واياته , نراجع فيه ضمائرنا , نحكم فيه أفئدتنا وعقولنا الكاملة التي وهبها الله لنا , ولنعلم قبل كل شيء ( أن لهن حقوق ) سيسألنا الله عنها !

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;