فى أرض الله الواسعة الأطراف يكافح ويعافر٠ يصنع من أرجله حوافر ٠يحفر في صخر الأيام ليجد الرزق ٠يغرق في عرق العفة٠ يبحث عن ضفة٠ يحدوه الشوق إلى الستر بلهفة٠ يرضى٠ ويموت إذا سأل الناس
هذا العامل أنقى وأعمق فى الاحساس٠ من صعلوك عشق نعاس٠ من غجرى فقد حماس ٠هو أرقى ممن ينسى أصلا إن العمل عباده ٠وان الأمهر فى مهنته لسوف يدون ضمن القاده٠ سوف يجالس من هم ساده ٠يوما ما سيصير من الوجهاء
* إحترام
كما يبحث العامل مثل كل إنسان عن الطعام ٠كذلك يبحث عن الإحترام ٠ما دام من الأيام٠ فلا معنى للاستهزاء به من صغار العقول واللئام ٠او التكبر عليه من الأغنياء والأغبياء ٠فكلكم إنسان وكلكم ناقص٠ تتساوون فى التركيب والخصائص٠ وتمتلكون نفس المعاناة والألم والنقائص ٠وهذا العامل أكبر من أن ينظر إليه باستخفاف ٠فهو الأول فيمن يمارسون خلق العفاف ٠على الرغم من الكفاف ٠واحترامه أقل ما يقدم من الإنصاف
* إن اعتبار العمل المعتمد على الجسد أقل أهمية وقيمة معنوية وماديه من العمل المعتمد على العقل سيؤدى إلى كسل العالم وزيوع الاضطهاد والسخافه٠ فالعالم يحتاج إلى عامل النظافة مثلما يحتاج إلى عالم الهندسة ورواد الثقافة
* محسود
هل يدرى العامل أنه فى معظم حالاته محسود ٠فساكن قصر البلد مريض لا يتحرك إلا بحدود ٠ومالك تلك السيارات عقيم ليس له مولود ٠وثرى البلد يعانى الضغط ومرض السكر والقولون وصار الأمل به مفقود ٠وصاحب تلك المنتزهات فى الجنس ضعيف منذ عقود ٠ومدير إدارات الشركات فى الحبس سجين فى اخدود٠ والعاطل يلجأ للإدمان ليقتل وقتا فيه ركود٠ والباطل مكتئب وحقود٠ والفارغ ليس له مردود٠ فالكل يرى العامل محسود لكن العامل لا يدرى
* العامل العالم
إن كلمتى عامل وعالم لهما نفس الحروف فلما لا يكون لهما نفس القيمة على الرغم من كل الظروف فإن التقليدية داء٠ يعيق التقدم ويؤخر الرخاء٠ لذلك فدخول العامل فى غيبوبة العمل ليس مطلوبا أكثر من بحثه عن الأمل ٠فى ان يجدد الأدوات والسبل ٠لتطوير آلاته ومعداته ويبتعد عن التكرار والملل ويصنع صناعات جديدة ٠ويضيف إضافات فريدة٠ ترفع من قيمته كعامل وتميزه كخبير وتزيد من وزنه الإجتماعى كإنسان عامل عالم
* لا توجد بطالة
إن سبب البطالة الأساسى وبلا جدال٠ هو عدم استحداث وظائف وأعمال جديدة الهدف والمجال٠ فلن يصلح هذه الأيام إن تسير على مثال ٠وتتحول إلى تمثال٠ بل لابد وأن تنفرد بفكرة جديدة لا يعلمها لكى يعملها سواك ٠قد يجهلها العالم وتتقنها يداك٠ فانظر وابحث وأعصر ذهنك أنت كذلك مسئول٠ لا تلقى حلمك للمسئول ٠لا تلقى أملك للمجهول٠ إما ٠إما فرحا إما هما٠ والأصوب إن تسعى دوما تمضى قدما تكسب علما تحبط ألما تعمل عملا تبنى أمما وتكون العالم والعامل