قد تظنين أني تركتك بإرادتي ولا أبالي من وجعك ‘ وقد يقسو قلبك علي قلبي الذي ينزف ليلا ونهارا من الحنين إلي حضنك ‘ أعلم أنكي لا تستطيعين إدراك كل ما يحدث من حولك ‘ فأنت لا حول ولا قوة لك ‘ وأنا وحدي مصدر الأمان لقلبك ‘ كم أتوق يوما إلي الحديث لك عن أوجاعي وانتي تنظرين إلي قلبي وتغمريني بحنان وتجففي دموعي بلمسه حنونه تذهب أوجاع الماضي إلي الجحيم دون رجعه ‘ فأنا لم أتجرأ يوما علي استيعاب طيف فراقك ‘ يا لها من عقوبه فاقت لهيب جهنم وبئس المصير‘ لقد تجاهلت كل شيء مررت به يوما من أجل أن تكوني سعيدة ‘ فسعادتك هي غايتي ومرادي من الدنيا وما فيها ‘ لا استطيع تحمل نظرات لومك وكأني اردت البعد عمدا ‘ ولا أتحمل ان يكون الدمع السجين بعيناكي أنا سجانه‘ سيأتي يوما أخبرك فيه عن الحنين الذي طالما طعني في غيابك ‘ وعن عقلي الذي فقد صوابه لإرضائك ‘ لقد أسرني البأس في بعدك وأجلدني الخوف في قربك ‘يا صغيرتي لا تبكي فأنا لا أتحمل أن اكون سببا لألمك ‘ فأنا اخوض المعارك في كل يوم مع الذئاب بحثا عن توفير الأمان لقلبك وأتلقي السهام المسمومه بإبتسامه وفرحه ولا ابالي من الألم حين أري فرحك ‘ فأنا بدونك لا أقوي علي شيء ‘ فأنا لم اتحلي بهذه الشجاعة والقوه قبل وجودك ‘ لقد تحولت لفارسه حين أخبروني بقدومك وعاهدت الله علي أن لا أجعل الحزن يحاصر مدينتك ‘ أنتي الروح التي نفخت في جسدي فلا تقتليني بحزنك يا ابنتي وإن كان الموت ثمن لقائك فهذا أقل ثمنا قد ادفعه لأجلك‘ تبا لتلك الحواحز التي تعوق لقائنا ولكنني لن أستسلم لها ابدا وسأمحي وجودها وإن سرت علي قدمي دهرا ‘ فلقد حملتك وهنا علي وهن ‘ووضعتك أملا ‘ فأنا اشد احتياجا لحنانك وإن كنت أمك‘ وسأمحو من لغات العالم كلمات الفراق والوداع ومرادفاتها ولا ابقي شيئا غير اللقاء‘ سلاما علي قلبك يا حبيبتي.