عن أحد الأصدقاء يقول : تخرجت من الجامعه بتقدير امتياز مع مرتبه الشرف ، واستكملت دراساتي العاليا حتي اقتربت من درجه الدكتوراه في تخصصي، وتزوجت وانجبت من البنين ثلاثا، وعلي الرغم من هذه المكانه العلميه كنت اعمل بوظيفه بسيطه تدر دخلا بالكاد يحفظ لي ولاسرتي البقاء علي قيد الحياه .
وذات يوم استغنت عني الشركه التي اعمل بها وانا اتعجب كيف يستغنون عن هذه الكفائه النادره التي تقبل مثل هذا الراتب الزهيد ، وارسلت سيرتي الذاتيه الي العديد من الشركات ونفسي تحدثني انني سأجد عملا بسهوله نظرا لشهاداتي العلميه .
ومرت شهور ثلاث ولم يتصل احد ، وساءت احوالي الماديه والنفسيه ، الي ان اتصلت بي احدي الشركات وقالت لي الموظفه ان السيد ( فلان ) ينتظرك لاجراء مقابله العمل ، فرحت ولكن حينما ركزت في الاسم ... ياللهول اليس السيد( فلان ) هو زميل الدراسه الطالب المتوسط الذي كنت اقوم بالاستذكار له ... كيف هذا !!!
في اليوم المحدد ارتديت بدلتي الوحيده التي اكل عليها الدهر وشرب ... وذهبت سيرا علي الاقدام وهي تبعد عن منزلي ٦ كيلومترات ، فلم اكن املك من المال ما يكفي للمواصلات ، وانا في الاساس رياضي وصحتي قويه .
وبالقرب من مقر المقابله تواريت حتي ازيل التراب عن حذائي البالي ، واذ بسياره فارهه تركن بالقرب مني وينزل منها السيد ( فلان ) ... نعم انه هو زميل الدراسه ... ودخلت واستقبلني بحفاوه بالغه وسط دهشتي مما اري الطالب الفاشل يمتلك شركه وسياره مثل هذه وانا صاحب المكانه العلميه في هذا الحال ، ولفت نظري كميه من عبوات الادويه علي مكتبه فسألته فاجاب ( الحمد لله علي كل حال ( لديه من الامراض العديده .
في وسط الاجتماع دخلت احدي السيدات التي ترتدي ملابس غاليه و يظهر عليها ملامح الثراء وان كان يعلو وجهها لمحه حزن دفين ... تذكرتها علي الفور فقد كانت اجمل بنات دفعتنا وكانت حلم اي طالب ايام الدراسه ان تتحدث اليه فقال لي السيد فلان انها زوجتي واكيد انك تتذكرها فاجبت بنعم ... ورحبت بي ترحيبا شديدا ... ولكن بدا عليها التوتر ... وقطع حبل افكاري ودهشتي السيد فلان بقوله ، معلش هانضطر ناجل المناقشات لاننا علي موعد لزياره ابنتنا الوحيده بالمستشفي لاصابتها بمرض نادر والاطباء حائرون فيه ، وان اعتبر الوظيفه لي .
الله قد رزقهم هذه الطفله المصابه بعد عشر سنوات بدون اطفال ولكن قدر الله وماشاء فعل ... فخرجت من الاجتماع وانا استغفر الله علي كل لحظه لم احمده فيها علي نعمه التي لم تظهر لي الا بعد هذه المقابله ..
لكل شخص 24 قبراط لم ينقص منه شىء .. أنظر لحياتك وعد نعم الله عليك ..