بلدى أحببتك يا بلدى

بلدى أحببتك يا بلدى
بلدى أحببتك يابلدى
حباً فى الله وللأبد
فثراك الحر تراب أبى
وسماك يزف صبا ولدى
بلدى أحببتك يابلدى...
وطنى والله رعى وطنى
حراً فى الأهل وفى السكن
ماضٍ يختال على الزمن
وغد يزدان لبعد غد
بلدى أحببتك يابلدى...
بعد نكسة 1967.لم تجد الإذاعة المصرية أغنية وطنية تواسي بها الشعب المصري من مرارة الهزيمة غير أغنية محمد فوزي بلدي أحببتك يابلدي فكان إختياراً صادف أهله فكانت الأغنية بمثابة البلسم والمسكن لآلام المصريين ليرد القدر اعتبار الموسيقار محمد فوزي المفتري عليه الذي ظلم وتم تنحيته وإقصاؤه من الحياة الفنية المصرية بصورة بشعة دون جريرة أو ذنب فكان ذلك بمثابة حكمٍ بالإعدام علي الموسيقار الشاب.
كانت التهمة الموجهة إلي فوزي تأييده ومناصرته للرئيس محمد نجيب فلم تغفر له الثورة ذلك كما غفرت لأم كلثوم مناصرتها للعهد البائد (العهد الملكي) علي حد تعبير أحد جنرالات ثورة يوليو 1952.
كيف استطاعوا أن يغتالوا براءة الفنان الذي غني لبرأة الأطفال ليحفظوا أغانيه ويرددوها عن ظهر قلب جيلاً بعد جيل، من ينسي "ماما زمانها جاية" ،"ذهب الليل" ،"هاتوا الفوانيس ياولاد" مازالت هذه الأغاني يتردد صداها في نفوس وأذهان الأطفال في كل مكان في العالم العربي إلي يومنا هذا، لكن النقلة النوعية الأهم في مشوار فوزي الفني بل في تاريخ الفن العربي عموماً عندما لحن فوزي أول أغنية (فرانكو آراب)وغناها بوب عزام التي غزت العالم وصارت أيقونة عالمية ترجمت إلي معظم اللغات الحية في العالم وصار الشرق والغرب يدند أغنية فوزي (يامصطفي يامصطفي) لذلك حاول فوزي استثمار نجاح (يامصطفي يامصطفي) بأغنية (فطومة) ليضع فوزي الأغنية العربية علي الخريطة العالمية ليطل علينا العالم من نافذة محمد فوزي لكن كعادتنا دائماً نعتنق المثل العربي بيدي لابيد عمرو فنقتل رموزنا بأيدينا ونجهض المشروع الفني الضخم لفوزي هذا الموسيقار العالمي الذي سبق عصره وفاق زمنه بموسيقي مازالت تعيش في وجداننا موسيقي تجمع بين الطرب الشرقي الأصيل وحداثة الغرب بشكل عصري في قالب عالمي.
كم كنت كثيراً علينا وعلي زمنك يا موسيقار الإبداع والتجديد فعقولنا وأفهامنا لم تستوعب حداثتك وفنك المتجدد الراقي، فأممت الثورة شركة (مصر فون) لصناعة الأسطوانات التي كان يمتلكها فوزي ووضع فيها كل تحويشة عمره ليصاب عقب تأميم شركته بمرض نادر "تليف الغشاء البريتوني الخلفي" لم يستطع الأطباء تشخيصه في ذلك الوقت ليموت كمداً وحسرة وحزناً في مدينة برلين راضياً محتسباً لقضاء الله وقدره كما كتب في وصيته.
"إن الموت علينا حق وإذا لم نمت اليوم سنموت غداً وأحمد الله أنني مؤمن بربي فلا أخاف الموت الذي قد يريحني من هذه الالآم التي أعانيها، فقد أديت واجبي نحو بلدي و كنت أتمنى أن أؤدي الكثير ولكن إرادة الله فوق كل إرادة البشر والأعمار بيد الله لن يطيلها الطب ولكنى لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصراً في حق نفسي وفى حق مستقبل أولادي الذين لا يزالون يطلبون العلم في القاهرة.
تحياتي إلى كل إنسان أحبني ورفع يده إلى السماء من أجلى. تحياتي لكلِ طفل أسعدته ألحاني. تحياتي لبلدي. أخيراً تحياتي لأولادي وأسرتي محمد فوزي"...

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;