حقل (ظهر) القدر عندما يكتب كلمته...

حقل (ظهر) القدر عندما يكتب كلمته...

كانت شركة (توتال) الفرنسية بمثابة طوق الإنقاذ للمنقلب الجديد حمد بن خليفة
علي والده عام 1995.حيث منحته
الشركة 300 مليون دولار للتنقيب عن الثروة النفطية وبعدها بدأ سحر الغاز الأزرق يتدفق في ربوع قطر إلي أن أصبحت قطر من أكبر دول العالم تصديراً للغاز الطبيعي فهل تكون شركة (إيني) الإيطالية التي فازت بامتياز حقل (ظهر) بعد المزايدة العالمية التي طرحتها مصر في يناير 2014. بمثابة طوق الإنقاذ للاقتصاد المصري؟

جوهر الصراع الحالي الذي يدور في كواليس منطقة الشرق الأوسط سببه الرئيس هو (الطاقة) فبعد نقص إمدادات حقول بحر الشمال الروسي لأوروبا منت عدة دول نفسها بأن تحل محل الدب الروسي العملاق في تصدير الغاز لأوروبا علي رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وتركيا، وقطر، لكن كان للقدر كلمة أخري فحقل (ظهر) بعثر كل أوراق اللعبة.

فمنذ وقعت الإتفاقية البترولية الخاصة بالكشف في يناير 2014، وفوز شركة (إيني)الإيطالية بحقوق الكشف وماتلاه
من إعلان الشركة الإيطالية رسمياً عن تحقيق الكشف في 30 أغسطس
2015.وأن احتياطي حقل (ظهر) يقدر ب30 تريليون قدم مكعب من الغاز أي ما يمثل 5.5 مليار برميل من البترول المكافئ جعلته الأضخم في البحر المتوسط.

لكن ماذا عن الأمريكان والأتراك والقطريين؟

يشاء القدر أن تتعرض الولايات المتحدة الأمريكية لعدة عواصف دمرت بنيتها التحتية لخطوط الغاز المسال ومصانع الإسالة في عام 2017.

أما تركيا المنافس الشرس العنيد فأردوغانها كان يخطط لمد خط غاز عبر السيل الجنوبي تستطيع من خلاله أنقرة تجميع غاز دول شرق المتوسط متمثلة في إسرائيل، ولبنان، وقبرص إلى تركيا ثم إلى أوروبا وتتحول رويداً رويداً إلى مركز عالمي لتجارة الغاز الطبيعي وإمداد أوروبا باحتياجاتها من الغاز المسال بالتعاون مع تل أبيب.

لكن الأمر ليس بهذه السهولة فتنفيذ هذا الخط يستغرق ثماني سنوات وتكلفتة تصل إلى عشرة مليارات دولار، أما تكلفة حمايته العسكرية في العام الواحد فتصل إلى مليار ونصف المليار دولار مما يقلل من فرص هذا الخط مقارنة بالخط المصري، اليوناني، القبرصي البديل الذي تصل تكلفة إنشائه أربعة مليارات دولار و يستغرق تنفيذه ثلاث سنوات.

أما قطر التي بذلت الغالي والنفيس حتي تقوم بتصدير غازها المسال إلي أوروبا عبر مد خط أنابيب يمر عبر سوريا ومنه إلي تركيا ثم إلي أوروبا لكن كان بشار سوريا حليف الروس الوثيق بمثابة الصخرة التي تحطم عليها الحلم القطري وعلي الرغم من مليارات الدولارات التي أنفقتها قطر علي خراب سوريا لإزاحة بشار الأسد والتي وصلت لما يقرب من مائة وخمسين مليار دولار لكنها ذهبت أدراج الرياح ومما زاد طين الدوحة بلة أن الروس حطوا رحالهم في دمشق لوأد حلم مشروع قطر الغازي للقارة العجوز نهائياً.


حقل ظهر (مصر) غير خريطة الإنتاج العالمية في الغاز الطبيعي ولفت أنظار أوروبا لمصر ولحقلها الجديد الأوفر حظاً بصورة إجبارية كمصدر بديل للطاقة بعد انخفاض احتياطي بحر الشمال،
فبداية الإنتاج لحقل (ظهر) المصري في
الشهر الماضي خطوة هامة في مسيرة مصر لاستقلال الطاقة علي حد قول صحيفة (الفاينينشال تايم) وأن شرق البحر الأبيض المتوسط يؤسس نفسه كقوة في إنتاج الغاز الطبيعي...

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;