أخيرا تحقق حلم المصريين فرخة مشوية لكل مواطن بعد هبوط أسعارها المفاجئ وتوافرها في الميادين والأسواق من الدجاج الاوكراني والبرازيلي بسعر ثلاث فرخات مقابل 50 جنيها والسبب قرب انتهاء مدة صلاحيتها المتزامنة مع انتخابات الرئاسة المصرية للتجديد للرئيس السيسي
في حالة نادرة غير مسبوقة بيع الدجاج بنصف ثمنه أقل من سعر تكلفته في المزارع المصرية
مع تأكيد وزارة الصحة علي جودة وصلاحية الفراخ المجمدة المباعة للمواطنين
رغم بث الشائعات المضادة من المنتجين ومزارع الدجاج المصرية المتضررة من هذا الأمر
وكان هناك تصريح لافت لوزير التموين السابق ان الفرخة سعرها سيصل لأقل من جنيه واحد قبل ان تتم اقالته لإقامته الدائمة في فندق سميراميس الشهير
وكانت حكومة مصر برئاسة المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء قد أصدرت
قراراً قبل عامين ثم تراجعت عنه
هو إلغاء الجمارك علي الفراخ المجمدة والدجاج المستورد من الخارج لمدة ستة شهور
حتي نهاية مايو ٢٠١٧
وذلك في محاولة جادة لتلبية احتياجات السوق المحلي من اللحوم البيضاء
ومحاربة ارتفاع التضخم وجنون الأسعار الفلكية التي أثقلت كاهل المواطن المصري في ظل جشع التجار وانعدام الرقابة الحكومية وموت ضمير المستوردين
كذلك قلة وبدائية مزارع الدواجن في مصر
وافتقادها للشروط الصحية والمقاييس العالمية في تربية الدواجن وإنتاج البيض الذي وصلت أسعاره مع الدجاج لأسعار جنونية فلكية
المفارقة الصادمة هي أن المصريين خروجا للتظاهر في ١٧/١٨ يناير عام ١٩٧٧
بعد رفع جزئي للدعم أيام حكم الرئيس الشهيد محمد أنور السادات
وكان شعارهم " مرعي بيه كيلو اللحمة بقي بجنيه "
وربما يكون شعارهم القادم في عام
2018
هو "شريف بيه البيضة بقت بجنيه "
وكيلو اللحمة يقارب المائة جنيه
وهو ما يعني ارتفاع الأسعار الي مائة ضعف خلال ٤٠ سنة فقط مع انهيار قيمة الجنيه المصري الذي غرق في بحر الدولار الهائج
اقتصاد مصر حالياً في حاجة ماسة الي إصدار عملة وطنية جديدة ذات قيمة عالية بدلاً من الجنيه الحالي
وعمره ١٨٠ عاماً منذ أيام الملكية واحتلال الإنجليز لمصر
رغم كل محاولات جمعيات وزارة التموين وقواتنا المسلحة إطفاء نار الأسعار
بالمساعدة في توصيل الدجاج والأغذية والسلع الاساسية الي المواطن بأسعار التكلفة في منافذ التوزيع الثابتة والمتنقلة في قوافل الخير
كما ذكرت في مقالي" المصري بين نارين دخل افريقيا واسعار أوروبا "
أن سعر كيلو اللحم في أوروبا يساوي أقل من ساعة عمل واحدة
بينما في مصر يساوي اكثر من يوم عمل كامل
كذلك مع أسعار الأسماك واللحوم البيضاء من الدواجن والطيور
وبعد عبورنا مرحلة صعبة من وباء إنفلونزا الطيور وإعدام اعداد كبيرة منها مع الخنازير بسبب الحمي المكسيكية
وحظر تقليد الريف في تريية الطيور في المنازل
علماً بأن متوسط استهلاك المواطن للدجاج عالميا. هي فرخة كل أسبوع
بما يعني ضربهم في عدد أسابيع السنة في عدد المواطنين البالغين بعد سن الرضاعة الطبيعية
الذين كانوا أنفسهم في أزمة أخري من حليب الأطفال قام الجيش المصري بالتدخل لحلها بعد استيراده للالابان المجففة من فرنسا وسويسرا
وبيعها بأسعار مخفضة في الصيدليات وتوزيعها في الوحدات الصحية
بحسبة بسيطة 90 مليون مصري 54x فرخة سنوياً
تساوي قيمة احتياج واستهلاك المصريين للدجاج سنويا
تنتج المزارع المحلية وعنابر الدجاج في مصر أقل من ربع هذه الكمية والعدد من الدجاج
مما يضطرنا الي استيراد الباقي من دول العالم الخارجي من البرازيل وأوروبا وآسيا
هناك سؤال دائم أبدي لا توحد اجابة قاطعة صحيحة عليه هو من خلق أولاً البيضة ولا الفرخة ؟
إننا أصبحنا بكل أسف ندور في هذه الحلقة المفرغة من سراب الحوارات العقيمة بين طرشان المعارضة ودراويش الموالاة
تراجع الرئيس السادات عن قرارا رفع الدعم في ١٩٧٧
وخاف المعزول مبارك من تطبيقها خلال ٣٠ سنة من حكمه الطويل علي تمهيداً لتوريث إبنه جمال قبل ثورة ٢٥ يناير
لكن الرئيس السيسي فعلها رغم خطورتها علي شعبيته واستغلال المعارضة لاشعال الموقف
لكن شعب مصر تقبل بصبر وشجاعة
قرارات رفع الدعم الاخيرة رغم قسوتها البالغة تنفيذا لشروط صندوق النقد الدولي لحصول مصر علي قرض بقيمة ١٢ مليار دولار
تحمل المصريين كثيراً من أجل مصر
لكن حق لهم ان يستريحوا من معاناتهم الطويلة
وأن يجدوا من يحنوا عليهم بتوصيل فرخة مشوية لكل مواطن أسبوعياً الي افواه المصريين طوال العام وليس فقط عند التجديد للرئاسة
مصر ولادة صحيح لكن بعد كل ما سبق سوف نجد أنفسنا مضطرين أن نضع البيض
بعدما زاد متوسط دخل الدجاجة من انتاج البيض علي متوسط دخل المواطن المطحون في بر مصر المحروسة