فشل المحافظون المحافظون أنجيلا ميركل ومنافسوهم التاريخيون اليساريون في إبرام اتفاق ائتلافي يوم الأحد، حيث كافح زعماء الأحزاب من أجل التغلب على العقبات النهائية أمام تشكيل حكومة لألمانيا. وكان الاتحاد الديموقراطي المسيحي (سدو) والحزب الديموقراطي الاشتراكي قد التقيا في وقت متأخر من صباح اليوم الاربعاء في جولة مفاوضات نهائية معربا عن امله في التوصل الى اتفاق حول اعادة تشكيل "الائتلاف الكبير" او "غروكو" الذي حكم منذ العام 2013. الا ان الامين العام للحزب الديموقراطي السويدي لاس كلينغبيل قال للصحافيين ان النقاط "بقسمت" على الطرفين قبل ان يعودوا الى طاولة المفاوضات في الساعة 00،10 بالتوقيت المحلي (00،09 ت غ).
وقال مسؤولون في المحادثات لوكالة فرانس برس ان المواضيع القريبة من قلب الحزب الاشتراكي الديمقراطي واصلاح نظام الرعاية الصحية وعقود العمل المؤقتة تعكف على التوصل الى اتفاق نهائي. واتفقت سبد و سدو فى اواخر يناير الماضى على انهاء الجولة النهائية من محادثات الائتلاف بحلول يوم الثلاثاء.
واعربت ميركل عن "حسن نيتها"، وانما ايضا بعض التوقع بان تكون هناك ساعات صعبة من المحادثات المقبلة "فى الصباح عندما وصلت الى مقر الحزب فى برلين فى وقت متأخر من صباح اليوم. وفى الوقت نفسه، صرح مارتن شولتز رئيس الحزب الاشتراكى السورى للصحفيين بانه "اتفاق ائتلاف يمكن الاعتماد عليه يحقق توافق فى الرأى" من اجل اقامة حكومة مستقرة اكثر اهمية من التقدم السريع. وبعد اكثر من اربعة اشهر من الانتخابات في ايلول / سبتمبر الماضي، وهو تأخير لم يسبق له مثيل في تاريخ ما بعد الحرب - ينتظر شركاء المانيا في الخارج بفارغ الصبر شلل برلين لرفع القضايا العاجلة مثل اصلاح الاتحاد الاوروبي. وكلا الجانبين يترددون في التوصل إلى حل وسط أكثر من اللازم وخطر فقدان الدعم، ولكنهم يخشون بنفس القدر العودة إلى الناخبين في انتخابات متكررة يمكن أن تشهد زيادة أخرى في أقصى اليمين. كما لا يستطيعون التحرك في كعبهم، حيث أظهر استطلاع للرأى أن 71٪ من الناس لا يفهمون "سبب تشكيل حكومة تستغرق وقتا طويلا". وعلى المحك بالنسبة لميركل هي ما إذا كانت تقود تحالفا مستقرا في ولايتها الرابعة، أو أن تهدد حكومة الأقلية الهشة أو الانتخابات الجديدة.
يذكر ان الحزب الشيوعى الديمقراطى شريك متردد، حيث تعهد فى البداية بالمعارضة بعد ان انخفض الى نسبة تصويت تاريخية منخفضة بلغت 20.5 فى المائة فى سبتمبر. واتفق الديمقراطيون الاشتراكيون على اجراء محادثات فقط بعد ان سقطت ميركل مع حزبين صغيرين هما الخضر الايكولوجى والحزب الديمقراطي الحر المؤيد للعمل.
وحاول زعيم الحزب الاشتراكى الديمقراطى مارتن شولز، الذى تحدىه المتمردين داخل صفوفه، الحصول على غطاء سياسى من خلال وضع اى اتفاق نهائى للائتلاف للتصويت من جانب جميع 440 الف عضو. وأصبح كيفن كونيرت، زعيم جناح الشباب في الحزب الديمقراطي الاشتراكي، حاملا نموذجيا لمعارضي صفقة جديدة مع ميركل. وقال ان "هذا النوع من السياسة كان يكافأ بانخفاض 14 نقطة مئوية (بالنسبة لجمعية سدو و سبد مجتمعة) العام الماضي، وأظن أن الأمور ستستمر بهذه الطريقة" إذا تحقق الائتلاف.
ويحذر آخرون من أن الحزب الاشتراكى السيئى ضعيف جدا فى مواجهة الناخبين مرة أخرى قريبا، حيث حصلوا على 18 فى المائة فى بعض الاستطلاعات - قبل نقاط قليلة من البديل اليمينى المتطرف لألمانيا. وتواجه ميركل أيضا صعوبات بين قواتها، مع أصوات أكثر تحفظا تتهمها بالسير في اتحادها الديمقراطي المسيحي بعيدا جدا في المركز السياسي، والتخلي عن التضاريس إلى أفد. وفي الوقت نفسه، فإن الصحافة عطرة في نهاية حقبة تقترب.
ثماني سنوات من غروكو تحت ميركل - من 2005-09 ومرة أخرى من 2013-17 - أظهرت أن "القاسم المشترك الأدنى يحقق أي شيء طالما لا توجد فكرة شاملة"، وعلق ستيفان براون لسويتش زيتونغ. وأوضح أن التأييد العام بين الطرفين أبرز كيف أن "العملية المترددة مترددة، ومزاجية، وإحباطية، وقبل كل شيء غير ملهمة". ويجب على ميركل وشولتز تقديم إجابات صادقة وطموحة للتحديات الكبيرة في البلاد أو "ترك الطريق واضحا للقادة الجدد أو الانتخابات الجديدة".
وقد استفاد اليمين المتطرف من المخاوف العامة من وصول أكثر من مليون من المهاجرين واللاجئين منذ عام 2015. وهو يرقص على طول الخط الفاصل بين القلق الواسع النطاق للجهد الذي سيحققه الكثير من القادمين الجدد، والعنصرية الصريحة وكراهية الأجانب ونظريات المؤامرة ودخول مجلس الدفاع إلى البرلمان، مما يعقد حساب الائتلاف، هو إلى حد كبير ما أجبر الحزب الديمقراطي المسيحي غير الراغبين وحزب الاتحاد الديمقراطي سويا مرة أخرى. وكان لصراعات ميركل لتشكيل حكومة عواقب في الخارج مع بعض يتطلع الآن إلى باريس والرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون للقيادة وليس إلى برلين.
تجدر الاشارة الى ان المانيا - وهى شريك حيوى لاصلاح الاتحاد الاوربى - كانت مفتوحة بحذر لبعض خطط ماكرون الكبرى للكتلة. الا ان شولتز، وهو رئيس سابق للبرلمان الاوروبى، اقر قراره بدخول المحادثات مع ميركل على العزم على الاستيلاء على اليد التى قدمتها فرنسا. وقال ان "الكفاح من اجل اوروبا القوية والمتجددة" يجب ان يكون على رأس قائمة مهام الحكومة الجديدة.