أربعة من المهاجرين يقاتلون من أجل حياتهم يوم الجمعة بعد إطلاق النار عليهم خلال شجار عملاق في كاليه، في ما وصفته الحكومة الفرنسية بتصعيد "لا يطاق" للعنف في ميناء يكون بمثابة بوابة لبريطانيا.
وقال المسؤولون ان 22 شخصا ادخلوا الى المستشفى بعد اصابتهم بجروح بعد ثلاثة معارك فى جميع انحاء المدينة يوم الخميس استقطبت مئات المهاجرين الذين اعتقلوا على امل التخلي عن الشاحنات التى كانت متجهة الى انجلترا. واصيب اربعة اريتريين تتراوح اعمارهم بين 16 و 20 عاما برصاصة فى الرقبة والصدر والبطن والعمود الفقري عند نقطة توزيع المواد الغذائية، وظلوا فى حالة حرجة مساء الجمعة. ولم يصب الخامس الذى اصيب ايضا بالرصاص فى اصابات تهدد الحياة. وتبحث الشرطة عن افغانى يبلغ من العمر 37 عاما يشتبه فى انه مهرب مهاجم.
وقال مسؤول في مكتب المدعي العام في مدينة بولوغن-بورن-بورن (شمال) ان "الاشخاص او المسؤولين عن اطلاق النار وصلوا الى منطقة توزيع المواد الغذائية بالقرب من المستشفى حيث تم جمع الجالية الاريترية وفتحوا النار فورا" سور مير. وأصيب عدد آخر من المهاجرين بجراح طعنة في الميليس الأخرى التي أثارها الحادث. ولم تكن هناك بوادر توتر فى موقع الهجوم يوم الجمعة، بيد انه وفقا لمصدر رسمى، اشتدت مداهمات خدمات الدولة، حيث كانت هناك عدة حافلات تنقل المهاجرين الافغان بصفة اساسية الى مراكز اخرى فى المنطقة.
وقال الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون خلال زيارته للسنغال يوم الجمعة ان فرنسا ستتعامل مع الوضع "بطريقة انسانية وفعالة" واضاف ان مراكز استقبال جديدة ستفتح فى الاسابيع القادمة. لكنه شدد على التمييز بين طالبي اللجوء الحقيقيين والمهاجرين الاقتصاديين. وقال ماكرون "ان الذين يصلون بشكل غير قانونى، والذين ليس لهم الحق فى اللجوء، سوف نعود الى بلادهم".
وقال وزير الداخلية جيرارد كولومب الذي زار مكان الحادث في كاليس ان الشجيرات المتكررة اصبحت "لا تطاق لشعب كاليس والمهاجرين" وقالوا للذين يحلمون بريطانيين البقاء بعيدا. وجاءت تصريحاته فى وقت ذكرت فيه وكالة الهجرة التابعة للامم المتحدة ان 90 شخصا على الاقل لقوا حتفهم قبالة ساحل ليبيا بعد ان انقلب قاربهم.
يأتي العنف في كاليه بعد أسبوعين من زيارة ماكرون للمدينة مع رسالة بعدم التسامح مطلقا مع المهاجرين الذين يقيمون مخيمات مثل "الغابة" المترامية الأطراف التي تم تجريفها في عام 2016. والتقى في وقت لاحق مع رئيس الوزراء تيريزا ماي، الذي وافق على دفع المزيد لوقف وصول المهاجرين إلى شواطئ إنجلترا.
ومن الجدير بالذكر أن ماكرون لم يسع إلى إعادة التفاوض بشأن صفقة مثيرة للجدل عام 2003، مما دفع حدود بريطانيا إلى التراب الفرنسي. وألقى كولومب باللوم على التوترات في كاليه على المهربين الذين أفادت التقارير أنهم يتقاضون ما يصل إلى 2500 يورو (3،100 دولار) لتسلل المهاجرين على الشاحنات التي تعبر القناة عن طريق العبارة أو عبر يوروتنل. وقال "ان هذه الشبكات يجب ان تفكك"، معلنا تعزيزات الشرطة للمنطقة. ووقعت المواجهات امس الخميس خلال المواجهة بين الاريتريين والافغان.
وقال مهاجر افغاني يبلغ من العمر 18 عاما اسمه دانيال لوكالة فرانس برس "كان هناك مهاجرون لا يملكون مالا، وغضب المهربون واطلقوا النار"، بينما كانوا ينتظرون درجات حرارة شبه الصفر للشاي والخبز من جمعية خيرية في يوم الجمعة. وبعد ذلك بوقت قصير، هاجم أكثر من 100 إريتري مسلح بقضبان حديدية وعصي مجموعة من حوالي 20 أفغانيا في نقطة توزيع غذائية أخرى بجوار منطقة صناعية، وفقا لما ذكره المدعون العامون.
وقالت السلطات ان الشرطة تدخلت لحماية الافغان. وقد اصيب اثنان من ضباط الشرطة خلال الاشتباكات. وطالب كولومب المهاجرين بالابتعاد عن كاليه قائلا ان الحكومة لن تسمح لهم بالاستيطان هناك. وقال كاليس "ان الجدار الذى ينتهجه المهاجرون"، "ان الرسالة التى اريد ان اتفق عليها هى انه اذا كنت تريد الذهاب الى بريطانيا، فليس هنا يجب ان تأتي".
وقد هدمت "غابة" كاليس سيئة السمعة، التي كانت موطنا لحوالي 10،000 شخص، في عام 2016، ولكن مئات المهاجرين قد نزلوا منذ ذلك الحين إلى المدينة. ومعظمهم من الشبان الأفارقة والأفغان، يعيشون في مخيمات في الغابة، التي ظهرت في الليل لمحاولة عربات مرور الشاحنات. وتدمر الشرطة بانتظام مخيماتها وتستخدم الغاز المسيل للدموع والهراوات لمنعهم من حمل سائقي الشاحنات. وقد أدت الظروف القاتمة، التي ازدادت سوءا بسبب شتاء رطب بشكل خاص، إلى توترات بين مجموعات المهاجرين من مختلف المناطق التي تنتقل أحيانا إلى العنف. وفى يوليو، اصيب 16 شخصا فى شجار، احدهم خطير.