وضعت محكمة الأمم المتحدة العليا حدودا بحرية جديدة بين كوستاريكا ونيكاراغوا يوم الجمعة سعيا لإنهاء نزاع حدودي طويل الأمد، وأمرت ماناغوا بدفع تعويضات عن الأضرار البيئية. وفى حكم متعدد الاطراف، امرت محكمة العدل الدولية نيكاراغوا ايضا بازالة معسكر عسكرى بالقرب من نهر سان خوان الذى يقسم الدولتين الجارتين - وقالت محكمة العدل الدولية فى لاهاى انه "انتهك سيادة كوستاريكا ".
وقد نتجت الأحكام الصادرة يوم الجمعة عن سلسلة من الخلافات بين الجارتين الواقعتين فى امريكا الوسطى امام محكمة العدل الدولية التى اقيمت فى عام 1945 للحكم على النزاعات الحدودية والاقليمية بين الدول. وبالاضافة الى حكم منطقة الاراضى الرطبة فى سان خوان المتنازع عليها، طلبت كوستاريكا ايضا من محكمة العدل الدولية وضع حدودها البحرية على الساحل الغربى للمحيط الهادىء وفى البحر الكاريبى من الشرق.
وفى صباح يوم الجمعة قضى قضاة محكمة العدل الدولية ان تدفع ماناغوا الى سان خوسيه ما يقرب من 380 الف دولار امريكى لضرر بيئى وتعويض عن تكاليف الجهود الرامية الى استعادة المنطقة على نهر سان خوان.
وقال عبد القادر احمد يوسف "ان كوستاريكا تتمتع بالسيادة على جزيرة بورتيلوس بكاملها حتى النقطة التى يصل فيها الضفة اليمنى لنهر سان خوان الى علامة المياه المنخفضة لساحل البحر الكاريبى".
يذكر ان القاضى الصومالى المولد كان يشير الى انزلاق على الحدود الشمالية المتنازع عليها فى كوستاريكا حيث اقامت نيكاراغوا معسكرا عسكريا فى عام 2010 وجرفت نهر سان خوان وحفرت ثلاث قنوات.
وأمر القاضي ماناجوا بدفع تعويضات قبل 2 أبريل عن الأضرار التي لحقت بالأرض، والمعروفة في كوستاريكا باسم جزيرة بورتيلوس ونيكاراغوا في منصب رئيس الميناء. غير أن المبلغ كان أقل بكثير من مبلغ 6.7 مليون دولار الذي طالبت به كوستاريكا في أول تعويض من محكمة العدل الدولية بشأن الضرر البيئي. ثم رسم القضاة الحدود البحرية بين البلدين فى كل من البحر الكاريبى والمحيط الهادىء على طول "خطوط ترسيم الحدود".
وقال السفير الكوستاريكي سيرجيو اوغالدي ان سان خوان كان سعيدا بمجموعة الماراثون من القرارات، واصفا الحكم على الحدود البحرية "مذهل". واضاف "على الرغم من ان اقل من ما تقدره كوستاريكا، فان القرار هذا الصباح (ايضا) مازال يمثل انتصافا اقتصاديا هاما جدا". وقال اوغالدي لوكالة فرانس برس ان كوستاريكا تريد الان تطبيع العلاقات مع جارتها الشمالية.
وقال السفير النيكاراغوى كارلوس ارجيلو ان بلاده مسرورة بالنتيجة التى وصفتها بانه "تقييم عادل". وقال ارغيلو "لم تعد هناك مشكلة كبيرة، او انه لن تكون هناك مشكلة فى اقامة علاقات طبيعية بين نيكاراغوا وكوستاريكا". وجاءت الأحكام الجديدة بعد أكثر من عامين من اكتشاف محكمة العدل الدولية أن كوستاريكا تتمتع بالسيادة على جزيرة بورتيلوس، مستندا في حكمها جزئيا إلى معاهدة 1858.
وفي كانون الأول / ديسمبر 2015، عارضت المحكمة ماناغوا لانتهاكها حق سان خوسيه في الملاحة في المياه وأمرت البلدين بالتفاوض بشأن مبلغ من التعويضات. لكن الجيران فشلوا في التوصل إلى اتفاق وتمت إعادة القضية إلى محكمة العدل الدولية حتى يتمكن القضاة من تحديد مبلغ التعويض. وقد اجرى البلدان مفاوضات اولى فى عام 1976 لمحاولة التوصل الى اتفاق حول حدودهما التى تتبع على نطاق واسع نهر سان خوان الا ان المحادثات استمرت. ورفعت كوستاريكا القضية إلى محكمة العدل الدولية في عام 2014 قائلة إنها "استنفدت وسائلها الدبلوماسية" لحل الخلاف.