هوس حكام ال ثاني بمحاكاة النموذج الإسرائيلي يفوق الوصف فحكام قطر الذين يظنون أنهم يشتركون مع إسرائيل في خطوط تماس عريضة كضألة المساحة ومحيط الكراهية والعداء الذي تساوت فيه الدوحة مع تل أبيب، ففي ظن آل ثاني أن إسرائيل تمتلك عدة مقومات قوة إعلامية كبري، ومال، وحماية أميركية، فلماذا لا يسيرون علي نفس النهج مادامت قطر تمتلك نفس الأليات؟
مال من فوائض الغاز المسال، قوة إعلامية تمثلت في شبكة قنوات الجزيرة، وهاهم يحظون بالحماية الأمريكية، وقواعد الحماية العسكرية الأمريكية في أحضان الدوحة بل هناك قوة إضافية هي دعم تل أبيب المباشر للدوحة فلمً لا يلعبون نفس الدور ما داموا يمتلكون المقومات نفسها التي تؤهلهم لذلك لنقل ميزان القوة في الشرق الأوسط من القلب القاهرة والمملكة العربية السعودية إلي الأطراف (الدوحة) حتي تتمتع بنفس نفوذ وقوة إسرائيل؟
تناسي آل ثاني أن إسرائيل صناعة غربية خالصة وأن الغرب والأمريكان تحديداً ينظرون لإسرائيل علي أنها امتداد للغرب وجزءً أصيل منه وأن الولايات المتحدة الأمريكية تري في إسرائيل شبابها فكما أباد الأمريكان الهنود الحمر، إسرائيل تفعل ذلك مع الفلسطينيين كما أن الرابط السياسي والإقتصادي، والعسكري، والإعلامي بين واشنطن وتل أبيب من القوة بمكان يستعصي علي الوصف والحصر فالتوغل الإسرائيلي في السياسة والاقتصاد والإعلام الأمريكي عن طريق الشراكات واللوبيات اليهودية المختلفة التي تسيطر علي مراكز صناعة القرار الأمريكي وتوجهه إلي مافي صالح ومصلحة إسرائيل لايخفي علي القاصي والداني، والأهم من ذلك هو الرابط الروحي بين الطرفين، كما أن تل أبيب تُصنف علي أنها دولة صناعية وليست مستهلكة كقطر فالفارق التكنولوجي بين الدوحة وتل أبيب كالفرق بين الأرض والسماء، كما أن إسرائيل لاتستطيع أن تغامر وتشذ عن الصف الأمريكي وسياسته الثابتة وتتحالف مع أعداء الولايات المتحدة الأمريكية كذلك الولايات المتحدة الأمريكية لاتتحالف مع أعداء إسرائيل وإيران نموذجاً، أما قطر فحالة الإزدواجية السياسية وعدم وضوح خطها البياني السياسي من إقامة تحالفات مع الأصدقاء والأضداد لعبة الدوحة الغبية المفضلة يجعل الغرب لايثق في هذا النهج الشاذ ولايأمن جانباً للدوحة وفي نفس
الوقت لن يفوت فرصة مطيتها.
فالواقع يدلل علي أن آل ثاني قرأوا المشهد بصورة عكسية وبنوا خطتهم وأحلامهم التي تشبه العنقاء، والغول، والخل الوفي علي سراب فإسرائيل لديها مؤسسات منتخبة علي رأسها(الكنيست )مجلس نواب منتخب ولديها دستور ويتم فيها تداول السلطة بشكل سلمي سلس، أما الدوحة فدستورها معطل وليس لديها مؤسسات ولامجلس نواب منتخب ولا تعرف نظام الإنتخاب بل لاتعرف إلانظام الإنقلابات.
والشئ الوحيد الذي تشترك فيه الدوحة مع تل أبيب هو الإرهاب فإسرائيل منذ نشأتها تعمل علي فكرة هدم ثوابت الدولة الوطنية الفلسطينية من خلال التنظيمات الإرهابية والعصابات الصهيونية كالهاجانا ،والأرجون، وشترين التي كانت مهمتها الأولي قتل وإبادة وتهجير الشعب الفلسطيني
كما الدوحة التي تمول الإرهاب وتدعم ميليشياته وقادته وتتبني أفكاره لوأد مشروع الدولة الوطنية في المنطقة ومحو حكوماتها فتفوقت علي إسرائيل وصارت الدوحة الراعي الرسمي الأول للإرهاب في المنطقة وبرغم كل الخدمات التي أسدتها الدوحة لتل أبيب إلا أن الأخيرة تركت الدوحة تواجه مصيرها مع دول الرباعي العربي وهي فاتحة فاها فرحة متشفية.
الغرب لايريد نماذج محاكاة جديدة من إسرائيل في المنطقة ولن يساوي الدوحة ولاغيرها بتل أبيب مهما قدمت من فروض الولاء والطاعة والعمالة والخيانة غاية الدوحة هو أن يستخدمها الغرب كحصان طروادة وكوكيل مؤقت لأمريكا وإسرائيل وكسمسار سياسي حصري للإرهاب لتفتيت المنطقة العربية لدويلات صغيرة متصارعة متطاحنة حتي يضمن الغرب أمن وأمان إسرائيل.
فالدوحة بنت حساباتها علي تقديرات خاطئة فوصلت إلي نقطة اللاعودة يحاول فيها آل ثاني مصارعة البقاء...