كانت السيدة "س. م" البالغة من العمر ثلاثين عاما، تحلم أن تعيش حياة زوجية مستقرة، لكن القدر لم يمنحها هذا الحق، وأوقعها فى قبضة رجلين أذاقاها مرار العيش، فالأول تركها بعد أشهر معدودة من الزواج وأسقط ابنه من حساباته، والثانى خدعها بتدينه لتكتشف بعد الزواج إدمانه لمشاهدة الأفلام الإباحية، وينتهى بها المطاف على أعتاب محكمة الجيزة لشئون الأسرة، محاولة إنهاء زيجتها الثانية التى لم تدم سوى عام واحد. تقول الزوجة فى بداية حديثها عن مأساة زواجها: "كنت أظن أنه سيعوضنى عما عانيته فى زيجتى الأولى والتى خرجت منها امرأة محطمة، لديها طفل يحتاج إلى رعاية ووالده أسقطه من حساباته ورفض الإنفاق عليه أو حتى رؤيته، وليس لدى أى مصدر دخل يعيننى على تربيته بمفردى، وصدقت وعوده الزائفة بأنه سيربي ابنى وسيرعاه وسيكون له الأب ولن يحرمه من حضنى يوما أو يجبرنى على التخلى عنه لأى سبب، وانخدعت بعلامة السجود التى تزين جبينه، ومداومته على أداء الفروض فى مواعيدها، وإمامته للناس بالمسجد، وحديثه عن حفظه لكتاب الله". وبصوت مهموم تتابع: "وبعد الزواج أذاقنى زوجى المرار أضعافا، وتعامل معى كجارية يتذكرها وقت متعته فقط، واكتشفت أنه رجل منافق وبلا أخلاق، يتخذ من التدين ستارا يخفى وراءه وجهه القبيح، ويحلل الحرام لخدمة مصالحه ونزواته، وفوجئت بأنه مدمن مشاهدة الأفلام الإباحية، فى البداية تحملت تصرفاته المشينة وإهانته لى، خشية أن أحظى بلقب مطلقة للمرة الثانية فى مجتمع لا يرحم من حملت هذا اللقب يوما، واتهم من أقرب الناس لى بأننى امرأة لا أعمر بيتا". يقطع الحاجب العجوز بصوته الحاد حديث الزوجة معلنا قرب موعد نظر قضية الخلع، فتسرد ما تبقى من تفاصيل حكايتها لـ" صدى البلد" على عجل: "واستمر الحال على ما هو عليه، حتى تبدلت معاملة زوجى لابنى وأعلن صراحة تذمره من تواجده معى، وملله من استمرار زواجنا، واكتشفت بالصدفة أننى لم أكن الزوجة الوحيدة فى حياة زوجى وتسبقنى 5 زوجات، وأنه اعتاد أن يتزوج النساء لفترة معينة ثم يطلقهن بعد أن يكون قد مل من عشرتهن، حينها قررت أن أضرب بكلام الناس عرض الحائط ولجأت إلى محكمة الأسرة لإنهاء تلك الزيجة التى لم تدم إلا لعام واحد فقط".