أجمعت الاسرة الرياضية بصغارها وكبارها، برجالها ونسوتها، بمعارضيها ومؤيديها على ان الكرة الفلسطينية تعيش لحظات تاريخية جميلة، توهجت بالعطاء الذي اصبح مفخرة للشعب الفلسطيني، وضعت الكرة الفلسطينية رغم آلام الوضع جراء الاحتلال البغيض، انجازين سطرا التاريخ بأحرف من نور في وقت يعيش شعبنا حملة شعواء لتجريده من عاصمته التي قدم من أجلها آلاف الشهداء والجرحى والاسرى، المولودان الجديدان للكرة الفلسطينة، البكر المنتخب الاول ووصوله الى مركز يشرفنا امام العالم في تصنيف الفيفا ألا وهو المركز الخامس والسبعون، متقدما على دول عريقة تعتبر كرة القدم واجهتها المشرفة، المولود الثاني هو المنتخب الاولمبي الذي شرف أمتنا بوصوله الى دور الثمانية في كأس آسيا تحت سن 23 عاما .
هذان الإنجازان الكبيران، لم يأتيا من فراغ، بل كان وراءهما راعٍ يصل الليل بالنهار ليكتملا، ويصبحا على ما هما عليه الآن، بالطبع انه اللواء جبريل الرجوب، اسطورتنا الرياضية الذي شخص داء الكرة الفلسطينية منذ اليوم الاول لتسلمه مهامه كمسؤول عن اعادة خلق الرياضة الفلسطينية كونها أحد اهم وسائل النضال الفلسطيني ضد الاحتلال، وبما أن هذا الرجل ولد مناضلا وعاش قائدا ميدانيا متسلحا بالصفات العرفاتية لم يكن لدينا ادنى شك بنجاحه في اداء مهمته على اكمل وجه وليصنع من الرياضة واجهة حضارية مشرفة لوطن حزين لا يزال يعاني من ويلات الاحتلال .
نعم عرف اللواء داء الرياضة الفلسطينية فقدم لنا الدواء فتخلصت من سموم قاتلة كانت تقتلها ببطء شديد ومع الوقت بدأت يشتد عودها وتتعافى حتى اصبحت جسدا قويا معافى، خاليا من كل الامراض المستعصية التي كانت تنهش جسدها .
من هذا المنطلق من حقنا ان نشيد بهذا الرجل المعطاء وننسب اليه الانجازين اللذين حققهما المنتخبان الاول والاولمبي، فهو من فكر وخطط ونفذ ايضا وأبدع في دعمه اللامحدود للمنتخبين، اشرف بنفسه على اعداد المنتخبين وسهر على راحتهما، تفقد معسكراتهما ورافقهما في انجازاتهما، بث الحماس في اللاعبين وعلمهم كيف يكون الوفاء والانتماء لهذا الوطن، سلحهم بالعزيمة والاصرار وارسلهم للمعارك اسودا شرسة تفترس خصومها في سبيل اسعاد شعبها لأن هذه الاسود ببساطة تحمل رسالة وطنية في المحافل الدولية.
ايها اللواء كنت وما زلت وسوف تكون الضوء الذي ينير لنا طريقنا والبلسم الذي يشفي جرحنا، كلمات حق تستحقها والله من وراء القصد.