لم يكن في مخيلة أحد أن تسقط انظمة رأيناها قوية ودول بوليسية محكمة ولكن رأيناها تسقط وتتهاوي امام ارادة شعب اعزل لكنه قال كلمته وبكل قوة صمم علي رحيل حكام من وجهة نظرهم لم يكونوا هم الأجدر بأن يتولوا السلطة او يقودوهم الي عيشة يطمعوا فيها ، فيها حريات اكثر ولقمة عيش ارغد وشربة ماء اطهر وانظف بحثوا عن عيش وكرامة وتكافل وعدالة في توزيع المقدرات لكن لهمجية ليسوا ابدا مسئولين عنها فهي نتاج جهل وتغييب وعدم قدرة علي ممارسة الحياة السياسية الصحيحة والسليمة
اختلفت الطرق امامهم واساءوا الإختيار فكانوا بين عودة الدولة البوليسة او تجربة الإسلام السياسي متمثلا في جماعة الإخوان التي بجهلها حرقت آخر رجال المعارضة عندما استعجلت الحكم والتربع علي كل مفاصل الدولة فجعلت من نفسها صيدا سهلا لتضيع ثورة مجيده دفع ثمنها شباب طاهر عفيف باع من اجلها اجمل ما يملك من زهرة العمر لنرجع كما كنا بل اسوء مما كنا حيث للآن نظل كما نحن مناصب الدولة ليست لأكثر ابنائها تعليما بل اكثرهم مالا محسوبية جاها لنعود خطوات كثيرة للخلف فلم نري تعليم يخرجنا من جهلنا ولا اعلام محايد ينقل الحدث دون تدخلات ولا دولة تريد لشعبها الثقافة ولا سياسة ولا احزاب كل هذه ادوات مازالت العاب في يد الدولة تحركها كما شاءت اعدنا الوهية الحاكم من جديد حتي ان من يريد ان يتحدث يراجع نفسه الف مره قبل ان يتكلم بكلمة واحده خارج الإطار تأييد مطلق لعودة الدولة البوليسة في جبروتها دون ادني حريات او تنافس ديمقراطي او حياة حزبية سليمة في اطار تنافسي ويجب ان نعترف جميعا اننا لم نتقدم خطوة واحده في بناء دولة اركانها العدالة السياسية والإجتماعية وتداول سلمي للسلطة دولة تقف خلف الأحزاب تساندها وتدعمها لنري اركان للدولة تضع قوانين تحكم الكل الحاكم قبل المحكوم ولنري دولة عربية قوية مثلما نري في الغرب الرئيس واحد من الشعب تنقضي فترته ليعود واحد من الشعب دون قتل او سجن او حرق فهل نري ذالك
اما ان الأحلام العربية مازالت امنيات صعبة المنال وللحقيقة الثورات لن تكون هي الحل ولكن لابد من خطوات نخطوها كاشعوب كل واحد له حق لا يتنازل عن حقه فالحق لا يموت الا بضعف طالبوه أن نهتم ببناء جيل جديد قادر علي قول الحق واخذه ولو بالقوة أن نعمل ونجتهد لنرتفع ان نتمسك بحقوقنا في ديمقراطية لا توهب ولكن تأخذ غلبه الا تغير اصواتنا ان نمارس حقنا في التغيير من خلال صناديق الإقتراع ان لا نسمح لإعلام عميل ان يربي فينا الجهل بأن نجتهد في التعليم اشياء كثيره وكثيره لكن الأهم هل نحن حقا نريد هذا هو الأهم فهل فعلا نريد