من وراء إعدام مسرح مركز شباب أبنوب؟

من وراء إعدام مسرح مركز شباب أبنوب؟

أن المسرح المصرى يحتاج اليوم لالتفاته من رجال الثقافة من أجل إعادة بعثه وتقويته من جديد، مثل اكتشاف الشباب العاشق لهذا الفن وتكويناته ومن ثم مرافقته في كل المراحل إلى الوصول لتقديم مسرح جاد وهادف، وأعتقد أن هدف فرقة شعبة المسرح بمركز شباب أبنوب كان الوطن والحرية. ويبدوا لى أن كاتب من النوع الراقى "غانم صبرة" ذلك العامل بإحدى مدارس مركز أبنوب الذى إستطاع أن يحصل بروايته "السناجب " على المركز الثالث جمهورية. انه من الواجب منا أن نعامله معاملة المنتصر. المنتصر على تعليمة المتوسط. المنتصر على ظروفه المادية والمهنية المتوسطة. المنتصر على الإمكانات الضعيفة لمسرح الشاب بأبنوب. المنتصر فى معظم المسابقات التى خاضتها رواياتة. كان لابد لنا النظر الى مخرج مكتمل الأدوات مخرج " يغزل برجل حمار " كما يقولون فى الأمثال. قبل أن نقرر أى قرار قد يضر بعملة. انه حسام الدين على المعين الذى يطوع الكلمات إلى مشاهد " تتحدث تتحرك تتمايل فى أنشودة " تظهر لنا واقع الحياة. كان لأبد لنا إن ننظر إلى وجه " روبا محمد" ذلك الوجه الملائكى وهى تحاول أن تخرج الكلمات منصهرة مع أحاسيسها لتلقيها على مسامع المشاهد ليخرج من العرض حاملا رسالة جديدة ربما تغير وجهة نظرة والى الأبد. كان لابد لنا وان ننظر إلى فاطمة رشاد واحمد ايمن ورفيع عاطف وهيثم مسعود وعلى مسعود ومحمد حسوبة. تلك المواهب الرائعة. ولكن لما. لما التفكير فى كل هذا.؟ " دة مسرح " يعنى كلام فاضى. شوية عيال بتلعب فيه زيهم آلاف فى المدارس لما تيجى مناسبة وفى خمسة عشرة يوم نعمل أحلى مسرحية " دى طريقة التفكير وده لسان حال المسئول. ممكن يافندم تسألنى أية أسباب التراجع من وجهة نظرك؟ " والنبى والنبى أسألنى " نفسى أجاوب. عمومًا إن سألت أو لم تسأل فمن وجهة نظرى. بخلاف ضعف المستوى التعليمى وبالتالى الثقافى، فالمسرح نشاط بشرى، يحتاج إلى المبدعين وأيضا إلى الجمهور _ وللملاحظة فكلاهما من العنصر البشرى _ فان كان ذلك العنصر على غير المستوى الضرورى لإقامة ذلك الفن وممارسته، فلن يكون هناك فن اصلا. والسبب الرئيس هو عدم إيمان المسئولين وكذلك الجمهور الحالي بأهمية المسرح وقيمته. وأعلم أن هذا كان موجودًا في السنوات الماضية لكنه ازداد في الآونة الأخيرة حتى وصل إلى درجة التجاهل التام، فالمسئولون يعتبرون الثقافة بشكل عام جزءًا من الزينة والبهرج الذائد، على خلاف ما نرى في الغرب فالرجل الإنجليزي والرجل الفرنسي على سبيل المثال يعتبر المسرح جزءًا من برنامجه اليومي أو الأسبوعي، فلا بد أن يشاهد هو وأسرته عرضا مسرحيًا ويعتبر ذلك جزءًا من تطوير ذوقه، وهنا تصبح الثقافة والفن منهج حياة. أما السبب الثاني فى وجهة نظرى أيضًا فهو عدم وجود مسارح مجهزة بطريقة تليق بالعرض المسرحي، فقد أغلق كثير من المسارح لأنها غير مطابقة للمواصفات، وبعدها تم إهماله، مثل المسرح القومي بعد احتراقه لسنوات طويلة قد تشعر وإنها مقصودة، لعلم القاصى والدانى أنة من أهم المسارح المصرية وأعرق وأقدم المسارح العربية على الإطلاق، وعلى خشبته ظهر وتألق رواد الفن المسرحي في العالم العربي. ورغم أن مهمة الدولة أن تبني مسارح جديدة وتأتي بفرق محترفة أو هواة للعرض عليها، الآن بصراحة عندنا حالة من قتل الموهوبين، فالفنان الحقيقي إذا أراد تقديم عمل فإنه يصطدم بالبيروقراطية الإدارية، ما يجعله يحجم عن تقديم كل ما لديه من أفكار بناءة ورؤية ذات طابع تجديدي. ولذلك نرى الموظفين الآن هم من يسيطرون على الحركة المسرحية بعد إحجام الفنانين الجادين. مما يجعل العملية المسرحية تتحول إلى سبوبة يستفيد منها الموظفون فقط. والكتاب تم طردهم، وإقصاؤهم وتهميشهم بشكل سافر، فليس هناك كاتب حقيقي لا يعاني مما يحدث، ودعني أتساءل: ما الذي يدفع مثل هؤلاء الكتاب الى الدخول في مثل هذه المعارك البيروقراطية، (انه الوهم أن هناك مستمع أو ان هناك مجيب). نصيحة يا عم " غانم اكتب للسيما " فهناك عددًا كبيرًا يتجه إلى كتابة السيناريوهات للتلفزيون وللسينما. وعليك أن تعلم أنه كلما كبرت قامة المؤلف كان العدوان عليه أكثر شراسة، فقديمًا كان المسئولون هم من يذهبون الى الكتاب ويطلبون منهم كتابة أعمال مسرحية، أما الآن والله لو ذهبنوا هم بأنفسهم لتقديم مسرحية مكتوبة ليتم عرضها فسترفض لأسباب غير فنية. جميعنا يعلم أن الدولة لو أرادت أن تبني مسرحًا جديدًا فعليها بصناعة المواهب في الإخراج والكتابة والمصنع كان موجودًا "ولكننا قسمناه" ونتذكر ما كان يفعله أحمد حمروش في الستينات وهي الفترة الأهم والأكثر ازدهارًا في تاريخ المسرح المصري كان حمروش الذي أشرف على المسرح القومي وقتها صانعًا للمواهب في الإخراج والكتابة حيث كان يشجع الكتاب الجدد الذين أصبحوا بعد ذلك نجومًا مثل ألفريد فرج وميخائيل رومان وصلاح عبد الصبور ويوسف إدريس وعلي سالم ونجيب سرور وغيرهم. وأوعى حد يقولى يعنى غانم صبرة وحسام المعين زى دول؟ كنا نعقد آمالنا على فرقة طلائع مسرح مركز شباب أبنوب التي تعمل بشكل جيد، ولكن وبحمد الله تم إعدام مسرح مركز شباب أبنوب دون وجه حق وبناء سور يقسم الصالة نصفين حتى يقتل النشاط المسرحى للثقافة وفرقة الطلائع رغم تحقيق فرقة الطلائع نجاح كبير. فمن وراء إعدام مسرح مركز شباب أبنوب.؟ ومن المستفيد؟ فبدلا من تفعيل دور الدولة الثقافي، من خلال زيادة ميزانية المسرح بحيث يمكن إستيعاب المواهب الحقيقية. كذلك لأبد من الحديث عن نص مسرحي جيد، والبحث عن ممثل جيد، فدولة بلا ثقافة ولا مسرح لا مستقبل لها لذا نتوجه بالنداء إلى وزير الشباب الرياضة وزير الثقافة. محافظ أسيوط. اشرف البية رئيس مركز ومدينة أبنوب. بالتصدى لذلك العدوان على مسرح مركز شباب أبنوب. الرجاء البت فى الأمر المركز يحتاج إلى الثقيف المركز يحتاج إلى التنوير. المركز يحتاج إلى سواعدكم لبناءة لقد قتلنا التخلف كما قتلتنا العادات السيئة من قبل.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;