حالة ضبابية كثيفة تخترق جدران صمت الشعب المصري مابين تسريبات وإنتخابات، تسريبات تنفيها الدولة كلية وإنتخابات تؤكد عليها، فكل الطرق لابد أن تؤدي إلي القصر الرئاسي ولابد من إزالة كل الفخاخ والمفرقعات التي تعرقل الطريق إلي القصر.
تنفي الدولة هذه التسريبات وتدافع عن نفسها باستماتة وتستنكر فكرة الإعلام الموجه الذي يدار بتعليمات من الأجهزة الأمنية وإن كان الواقع يكذب ذلك فكل صحيفة أو قناة فضائية عليها حارس ولا تخلو من رقيب مع أننا في عصر العولمة والسماوات المفتوحة ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل حجب خبر أو معلومة ولكنه ميراث الآباء والأجداد (هكذا وجدنا آبائنا لها عابدين).
الدولة تحاول إقنعانا في قضية التسريبات بنظرية المؤامرة لأن النيويورك تايمز الأمريكية معروف توجهها وتمويلها ومما يعضد نظريتهم دخول قناة الجزيرة، والشرق، ومكملين علي خط المؤامرة وحصرية هذه القنوات بإذاعة التسريبات دون غيرها.
أحاول إقناع نفسي بوجهة نظر الدولة فلا أتصور أن يكون أداء أجهزتها السيادية بهذه الرداءة وبهذا المستوي الهزيل الضعيف المخترق بهذه السذاجة وإلا فلنقل علي مصر السلام.
فلنستفد من هذه التسريبات سواء كانت حقيقية أو مفبركة ونحاول تصحيح الأخطاء وتعديل المسار بتدشين رؤية وطنية إعلامية موحدة حتي نتخلص من مقص الرقيب ولنفسح الفرصة لكل الوجوه والآراء الحرة وندعم سياسة النقد البناء ونتخلي عن نظرية الصوت الواحد والتوجه الواحد فنحن من نتآمر علي أنفسنا.
فانا أخشي علي بلادي من الصوت الواحد والتوجه الواحد وخاصة في موسم مفرمة الإنتخابات فالويل كل الويل لمن يفكر في دخول المفرمة سيقتل بدم بارد سينهش عرضه وستنتهك حرماته ويتهم بما ليس فيه وستلاحقه السباب واللعنات وسيوصف بالخائن والعميل وبصاحب الأجندة الخارجية هكذا تدار الإنتخابات في بلادي حتي بعد ثورتين.
هل نريد حقاً إنتخابات حرة ونزيهة؟
هل نريد صندوق إنتخابات حقيقياً أم صندوق نذور معرض للسرقة؟
هل نريد ديمقراطية حقيقية أم شكلية؟ لماذا يتحدث الجميع باسم الرئيس؟ فليس ذلك في صالح الرئيس ولا يحتاجه فالرئيس في غني عن هؤلاء الذين يخصمون من رصيده.
سيادة الرئيس أوقف هذه المهزلة فأنت لست بحاجة إلى هؤلاء المنتفعين فهم يسيئون لك ويشوهون بلادنا ويقتلون حتي رائحة الديمقراطية الكاذبة التي يدعونها وحتي لا يزايد علي أحد وبرغم كل تحفظاتي سأرشح السيسي فلم أجد البديل بعد