خنق طفلة وذبح أخاها .. حكاية «قاتل متسلسل» نشر الرعب في المنصورة

خنق طفلة وذبح أخاها .. حكاية «قاتل متسلسل» نشر الرعب في المنصورة

والدة الطفلة الضحية: قتل حبيبة ومحمود كشف لغز اختفاء الزوجة الأولى لزوجي «دماء وجثتان وقاتل متسلسل وسيدة مختفية»، كانت محور وقائع جرائم قتل بشعة بثت الرعب في قلوب سكان إحدى قرى الدقهلية، وبينما تجري التحريات على قدم وساق للوقوف على كل ملابسات الجرائم تتكشف تفاصيل أكثر رعبا على يد الجيران وشهود العيان، وإلى التفاصيل..

استفاق أهالي قرية «أويش الحجر» الثلاثاء الماضي، على صوت صراخ ونحيب صادر من منزل بطرف القرية، وبتتبع مصدر الصوت اكتشف الأهالي أنه قادم من منزل «يوسف.أ»، ليضع الأهالي أيديهم علي قلوبهم خاصة أن «حمادة»، الابن الأكبر ليوسف، ماتت ابنته «حبيبة»، منذ ثلاثة أسابيع بعد إصابتها بنزيف في المخ إثر سقوطها على رأسها، وبعد الوصول للمنزل اكتشف الأهالى أن الصراخ بسبب العثور على الطفل «محمود» الابن الأكبر لـ"حمادة يوسف" مذبوحا داخل حجرة نوم والده وملقى أسفل الفراش.

تحقيقات وحدة البحث الجنائي بمركز شرطة المنصورة، كشفت أن مرتكب الجريمة هو «أحمد» شقيق حمادة الأصغر، عم الطفل القتيل، ويعمل راعيا للغنم، والذي قال في سياق اعترافه بأن مصرع الطفلة «حبيبة» لم يكن سببه السقوط، بل هو من قام بقتلها أيضا، حيث ضربها على رأسها بقطعة من الحديد، وخنقها باستخدام إيشارب دون أن يعطي مبررا مقنعا بأسباب ارتكاب الجريمتين، معللا قتل الطفلة بسبب صراخها المستمر وقتل شقيقها بسبب الغيرة.

في أطراف قرية أويش الحجر بالدقهلية، بالقرب من الرصيف الرئيسي الذي يربطها بمدينة المنصورة.. منزل بسيط وصغير مكون من 3 طوابق، الثاني منها مخصص لإقامة كمال يوسف الفراش وزوجته وبناته "جنا ورحمة"، في حين تم تخصيص الطابق الثالث لإقامة "حمادة يوسف وزوجته وأبنائه محمود، 12 سنة، طالب بالصف الخامس الابتدائي وحبيبة، وعمرها عامان، وهو الطابق الذي شهد جريمتي القتل، ويعمل أفراد المنزل بمهنتي الزراعة ورعي الأغنام، عدا والد الطفلين القتيلين يعمل بمستشفى طب وجراحة العيون بجامعة المنصورة.

"التحرير" حاولت التوصل إلى "حمادة" والد الطفلين القتيلين، إلا أنه لم يكن موجودا في المنزل وعلمت أنه محتجز في قسم شرطة مركز المنصورة ويخضع للتحقيق، في حين رفض «جدا الطفلين القتيلين» الحديث وفي نفس الوقت هما والدا القاتل. بصعوبة أكدت شيماء كامل، أنها الزوجة الثانية لـ«حمادة»، وأنها والدة الطفلة «حبيبة»، أما الطفل "محمود" فهو من زوجته الأولى، والتي اختفت في ظروف غامضة منذ 4 سنوات، مشيرة إلى أنها تزوجت من حمادة بعد عدة أشهر من اختفاء زوجته الأولى. وأضافت شيماء: «يوم مقتل ابنتي كنت بالدور الأرضي كالعادة، فأنا أصحو مبكرا وأهبط من شقتي في الطابق الثالث لخدمة حمايا وحماتى، وفي ذات اليوم نامت ابنتي على رجلي، فأخذتها وصعدت شقتي ووضعتها في سريري، ثم عدت من حيث أتيت، وبعد نصف ساعة شممت رائحة كريهة في الغرفة ولقيت بنتي مغطاة، نظرت إليها فوجدت الدماء تسيل من فمها، وهناك إيشارب ملفوف حول رقبتها، وجرح في بطنها، وإحدى عينيها مفتوحة، ثم نظرت إليَّ وشهقت مرة واحدة وأغمضت عينها».

وتابعت والدة الطفلة حبيبة: «نزلت جري على حماتى فمسكت البنت وقالت ليا دي باردة دي ماتت، أكيد وقعت على راسها، فقلت لها إزاي دي كانت نايمة على السرير زي ما سبتها، ولقيت أحمد ابنها "القاتل" واقف جنبها وبيضحك، واستغربت من رد فعلها مانزلتش دمعة واحدة وماكنش فيه أي تأثر أو زعل على موت البنت وحتى ماحاولتش تعرف إيه اللي حصل».

وأضافت والدة الضحية: «الأغرب كان رد فعل جوزي حمادة، لما عرف بموت بنته مافيش دمعة واحدة نزلت من عينه، وكان كل همه إزاي يطلع تصريح دفن بسرعة للبنت، كإنه عايز يداري حاجة، وراح لدكتورة الوحدة الصحية في البلد علشان يطلع تصريح دفن، ولما جت وكشفت على البنت قالت مافيش تصريح، البنت دي موتتها مش طبيعية، وبعدها استدعاني مركز شرطة المنصورة أنا وزوجي لاستيضاح سبب وفاة ابنتنا، وعندها فوجئت بزوجي يطلب مني أن أقول إن البنت وقعت على راسها وتوفيت».

واستطردت: «زوجي قال لي جملة وقتها لن أنساها أبدًا: هتقولي كدا ولا أخبطك على راسك، ومايبقاش لك ديه زي ستيرة» (زوجته الأولى المختفية)، وخوفا على بنتي من البهدلة وأيضا خوفا من تهديد زوجي وتحت تأثير فقدان بنتي دخلت لرئيس المباحث وقلت له إن البنت وقعت على راسها، وبعدها ندمت على ما حدث وقررت إني لازم أكشف اللي حصل لبنتي، فاتصلت بأهلي وأخدوني عندهم، ورفعت قضية طلاق، وقدمت بلاغا في المركز لاستخراج جثمان بنتي وإعادة تشريحه لاستيضاح سبب الوفاة». وتابعت الأم: «بعدها بأيام قليلة سمعت خبر وفاة محمود ابن زوجي مذبوحا في الشقة، وأن من قتله هو عمه أحمد أيضا "قاتل حبيبة"».

وأشارت والدة الضحية إلى أن القاتل طالب في الصف الثاني الثانوي، ويرعى الغنم وكانت له ميول عدوانية، و«كان دايما بيضايق حبيبة ومحمود، وكمان كان بيضايق "جنا ورحمة" ولاد شقيقه كمال، وكان مابيرتحش غير لما العيال يعيطوا»، قائلة: «عمري ما كنت أتخيل إن الأمور توصل لدرجة قتل بنتي وأخوها». كما أشارت والدة حبيبة إلى أنها لا تعلم الكثير عن أم محمود "الزوجة الأولى"، مضيفة: "كل اللي في البيت كانوا مابيجيبوش سيرتها، وإذا حد منهم إتكلم عنها كانوا بيوصفوها بالجنون، لكن اللي أنا عرفته من جيراني إنها كانت ست عاقلة جدا، وكانت عايزة تربي ابنها واتحملت منهم ذل كتير وضرب وإهانة، وحمايا وحماتى قالولى: «إنتي ماشوفتيش حاجة من اللي شافتها ستيرة ضرتك».

وفي السياق ذاته، أكدت شادية زغلي، الشقيقة الكبرى لـ"الزوجة الأولى المختفية"، أن هناك شبهة جنائية في اختفاء شقيقتها منذ 3 سنوات متهمة «حمادة الفراش»، زوج شقيقتها، ووالده يوسف، بقتل شقيقتها، وأنهما قاما بتحرير المحضر رقم 802 إداري مركز المنصورة في 14 سبتمبر 2014 اتهموه فيه بقتل شقيقتهم.

وأوضحت شقيقتها الكبرى: "أختي كانت في منتهى العقل ولم تعان يوما من أي مرض نفسي أو عقلي، وفي يوم لقيت جوزها جاي يسأل عليها عندنا، ودي كانت حاجة غريبة لأنهم في بيت العيلة مابيسيبوهاش تخرج لوحدها وكان أحمد شقيق جوزها "القاتل" دائما معها بأوامر من حماتها في أي خروجة، وبعدها قام زوجها بتحرير محضر اختفاء لأختي، وكان معه أخويا الكبير وفوجئنا إنه كاتب في المحضر إن أختي عندها مشاكل نفسية وعقلية وغيابها عن البيت متكرر، وهذا غير صحيح، وكمان قدم شهادات بمرض أختي ووقتها احنا شككنا في أمر اختفاء أختى". وواصلت: «بعد أيام من اختفاء أختي فوجئت بزيارة من أحد جيرانهم ويدعى كامل عبد العاطي، قالي إنه شاف حمادة وهو بيضرب أختي ليلة اختفائها الساعة 12 بالليل هو وابوه، وشدوها للبيت وبعدها صوت صراخها انقطع، فقمنا بتحرير محضر نتهم فيه حمادة بقتل أختى». من جانبه، أكد محمد حسين المحامي عن أسرة الزوجة الأولى المختفية، وشيماء كامل والدة الطفلة حبيبة "الزوجة الثانية"، أن قتل الطفلين حبيبة ومحمود فتح ملف الجريمة الأولى، وهي اختفاء "ستيرة" والذي ظل اختفاؤها لغزا حتى اليوم على الرغم من وجود شواهد على مقتلها.

وأضاف المحامي، أن وحدة البحث الجنائي بمركز شرطة المنصورة بدأت بالفعل التحقيق مرة أخرى في اختفاء الزوجة الأولى، بعد مقتل محمود وحبيبة، في محاولة لكشف غموض الحادث، وقامت باستدعاء عدد من شهود الإثبات في القضية، والتحقيق مع حمادة ووالده ووالدته وشقيقه في اختفائها، بعد قناعة من رجال البحث الجنائي أن جريمتي القتل مرتبطتان بحادث الاختفاء الغامض للزوجة الأولى. استخراج الجثمان أما عن مقتل الطفلة حبيبة، فأوضح أنه تقدم ببلاغ بناء على طلب والدتها للمطالبة باستخراج جثمانها وإعادة تشريحها لبيان سبب الوفاة، وجاء الرد بالموافقة من الطب الشرعي، وهو ما أيدته النيابة العامة وقررت استخراج الجثمان لكشف أسباب الوفاة، خاصة بعد اعتراف أحمد الفراش "عم الطفلة" بقتله لها. وأشار المحامى إلى أنه طبقا للقانون المصري فإن أحمد "القاتل" ستتم محاكمته على جريمتيه بقتل محمود وحبيبة أمام دائرة الأحداث، وأقصى عقوبة يمكن أن يتعرض لها هي الحبس 15 سنة، وهي عقوبة غير كافية لما قام به، وغير رادعة، كما أنه من الممكن تخفيف الحكم حال تنازل شقيقه عن حقه، وهو ما تحاول أم الطفلة حبيبة منعه كونها صاحبة حق أصيل في الدم.

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;