تجدد الاشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي تسفر عن شهيدان وإصابات
تواصلت التظاهرات العارمة في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وعموم الأراضي الفلسطينية لليوم السادس على التوالي، وتصاعدت حدة الغضب، ما دفع الاحتلال إلى زيادة آلة قمعه لمواجهة الهبة الجماهيرية الواسعة؛ حيث أصيب العشرات في الضفة، بينما استشهد مقاومان بانفجار عرضي في غزة، فيما اعتقل الاحتلال 13 فلسطينياً من أنحاء الضفة الغربية.
وأعلنت «سرايا القدس» الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، أن شهيدين من عناصرها قضيا في «مهمة جهادية» شمالي قطاع غزة، وكلاهما من وحدة الهندسة.
وفي وقت سابق، أعلن جيش الاحتلال أنه أغار في ساعة مبكرة من صباح أمس، على مواقع تابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الجيش إن دبابات وسلاح الجو أغاروا على مواقع تابعة ل«حماس» في غزة «في أعقاب إطلاق صاروخ باتجاه المستوطنات» على حد زعمه.
وفي سياق المواجهات اليومية المتواصلة مع جيش الاحتلال لليوم السادس على التوالي، أصيب أربعة فلسطينيين بجروح في مواجهات اندلعت على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن إحدى الإصابات خطيرة في الرأس، وأخرى في البطن.
وأطلقت قوات الاحتلال النار نحو المتظاهرين شرقي مدينتي غزة وخان يونس، إضافة إلى إلقاء قنابل غاز بشكل مكثف لمنع الشبان من الاقتراب من السياج الأمني.
وتجددت المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال على مدخل بيت لحم الشمالي «قبة راحيل». ورشق عشرات الشبان جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة، فيما ردت قوات الاحتلال بإطلاق وابل من الرصاص الحي والمطاطي، مما تسبب بإصابة العديد من المتظاهرين بجروح.
وأظهرت صور التقطها مصورون صحفيون، خلال المواجهات التي شهدها المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، جنود الاحتلال وهم يحاولون الفرار من نيران زجاجة حارقة ألقيت عليهم خلال إقدامهم على إطلاق الرصاص وقنابل الغاز لتفريق المتظاهرين.
وفي ذات الإطار وثق المصورون لقطات لطفل فلسطيني يرشق جندياً «إسرائيلياً» بالحجارة وجهاً لوجه ومن مسافة الصفر، دون أن ترهبه خطوات الجندي المتسارعة نحوه؛ حيث أجبر الجندي على التراجع للخلف.
وأصيب فتى فلسطيني بجروح وصفت بالخطيرة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال اندلعت بالقرب من السياج الإلكتروني بالقرب من مستوطنة «ارائيل» فيما ادعت المصادر «الإسرائيلية» أن الشاب كان ينوى تنفيذ عملية طعن.
وقالت مصادر أمنية إن الفتى حامد المصري (١٥ عاماً) من سلفيت أصيب خلال المواجهات، وأن جنود الاحتلال أطلقوا عليه النار بصورة مباشرة خلال المواجهات التي وقعت قرب مستوطنه «ارائيل»؛ حيث تم نقله إلى المستشفيات «الإسرائيلية» وقد وصفت جروحه بالخطيرة.
وفي مخيم العروب وبلدة سعير بالخليل، اندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال؛ حيث اختطف الاحتلال شاباً مريضاً من سيارة الإسعاف، وهو طالب في جامعة فلسطين التقنية «العروب» شمالي الخليل. فقد اقتحمت قوات الاحتلال حرم الجامعة، وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع والسام على الطلاب، ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق، وقامت بتفتيش الطلاب والعبث في حقائبهم.
وفي مدينة طولكرم، أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بأن سبعة عشر مواطناً أصيبوا بالرصاص المطاطي وسبعة عشر أخرى بالاختناق خلال مواجهات مع الاحتلال في منطقة خضوري بالمدينة. ولفت إلى أن من بين المصابين خمسة طلاب في جامعة خضوري بالمدينة، أصيبوا بالرصاص المطاطي.
وأصيب عشرات المواطنين بحالات اختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، عند مدخل مدينة البيرة الشمالي جراء الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال بكثافة تجاه المواطنين.
في الأثناء، أظهر استطلاع للرأي العام الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة أن أكثر من 90 بالمئة يرون في الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة ل«إسرائيل» تهديداً للمصالح الفلسطينية. وقال الاستطلاع، الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية، إن النسبة الأكبر من المستطلع رأيهم يطالبون برد قوي يشتمل على العودة لانتفاضة مسلحة، كما أن الأغلبية الساحقة لا تثق بنوايا الرئيس الأمريكي في عملية السلام، بل إن الثقة معدومة أيضاً بالدول العربية الرئيسية الحليفة لواشنطن.