لم يكن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية بإسرائيل، وليد العصر الحالي، بل ترجع جذوره التاريخية إلى أكثر من 30 عامًا؛ حينما سن الكنيست الإسرائيلي "البرلمان" في 30 يوليو 1980، ما عُرف بـ"قانون القدس" الذي طال الجدل حوله واستخدمته سلطة الاحتلال كورقة رابحة لهم في هذا الشأن، وصولًا إلى قرار ترامب الذي اعلن خلاله قانون القدس .....
وعنوانه الرسمى "قانون أساس أورشليم القدس عاصمة إسرائيل"
، ذلك القانون الذي جعل إعلانات الحكومة الإسرائيلية عن مكانة القدس كعاصمة إسرائيل وضم شرقي القدس إلى إسرائيل قانونًا أساسيًا، أي مبدأ دستوري.
إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة إسرائيل رسميًا يأتي استكمالًا لتنفيذ وعوده الانتخابية "ولذلك علينا أن نأخذ كل ما قاله ترامب خلال فترة الانتخابات فيما يخص رؤيته للعرب والمسلمين مأخذ الجد، وألا ننخدع في أي مظاهر".
وكل رؤساء الولايات المتحدة أجلوا تنفيذ القانون، ورفضوا نقل السفارة أو الاعتراف بأنها عاصمة إسرائيل، بحجة أن عدم الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل عامل تقدم لقضية السلام وذلك على حد زعمهم .
ولكن قرار ترامب يُنهي أي فرصة لحل القضية الفلسطينية، فضلًا عن أنه يزيد من قدرة إسرائيل على بناء المزيد من المستوطنات، بل بالعكس سوف تشجع الحركات الإرهابية على استقطاب الشباب الثائر من القرار تحت حجة أنهم يدافعون عن القدس.
حيث أن ترامب استغل الوضع المهلل الذي يعاني من العالم العربي حالياً، فهو عبارة عن 22 دولة مفككة وهشة مليئة بالصراعات والانقسامات .
لكن هذه الخطوة ليست سوى بداية لتنفيذ خطة أكبر، تحدث عنها ترامب في عدة مناسبات ووصفها بـ"الصفقة النهائية"، والتي بدونها لا يمكن التركيز على قضايا أخرى، مثل وضع حد لطموحات إيران النووية، ومواجهة الإيديولوجيات المتطرفة، كما قال مستشار ترامب للشرق الأوسط وصهره، جاريد كوشنر، المعروف بعلاقاته الشخصية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما أن عائلة كوشنر اليهودية قامت بالتبرع بملايين الدولارات لبناء المستوطنات الإسرائيلية، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ،
أنها يا ساده سياسة أمريكية خطيرة عنوانها التدخلات العسكرية مجددا، والمزيد من التوتر والصدامات وتصعيد الإرهاب، والضحية كالعادة شعوب المنطقة وثرواتها.
فالأوضاع السائدة الآن في عدّة بلدان عربية، كلّها أزمات تتجاوز وصف الكوابيس، إذ أنّنا نجد، جيلاً مهلهلا بعد جيل و مزيداً من الخطايا والأخطاء تتراكم على شعوب الأمّة العربية، وعلى أوطانها المبعثرة.
فهل يعني ذلك أن لا أمل في وصول أوطان العرب إلى أوضاع صحيحة وسليمة؟
إن العدو الصهيو أميريكي كما ترون يستهدف الأمة كلها، حكاماً وشعوبا، ديناً وقيم ومبادئ وأخلاق وثروات.. إلى آخره؛
فمتى تصحون على هذه الحقيقة فترصّون الصفوف وتنبذون الخلافات وتدعّمون الوحدة الوطنية العربية .
" إذا أصبح قرار العرب بيد العرب فلن نصبح الشرق الأوسط ولا الغرب الأوسط ،
بل سنصبح العالم الأوسط "