غداة مقتل علي صالح في اليمن علي طريقة القذافي في ليبيا وأسامة بن لابن في باكستان وقبلهم صدام حسين في العراق وأنهار دماء المذابح العرقية والمذهبية في بلاد العرب والمسلمين الذين قتلوا بالمئات وهم يصلون الجمعة في مسجد الروضة بالعريش والقادم أسوأ للأسف بعدما وقعنا في فخ فتنة الدين والوطن
اختلفت قلوبنا وأهدافنا رغم امتلاك العرب لكل شيء تقريبا.. اللغة الواحدة مع عقيدة الإيمان بالله الواحد وقبلة موحدة وحضارة واحدة مع موارد الأرض والتاريخ والجغرافيا في قلب العالم إلا أنهم خسروا كل شيء في دينهم ودنياهم فقد "ذهبنا يوم مذهبنا" الوطن العربي يواجه حالياً أكبر تحدي في تاريخه بعد الاستقلال عن الاستعمار الغربي . ٢٢ دولة عربية تحارب بعضها في وضع أشبه بإمارات الأندلس المتناحرة قبل سقوطها
نحن أول أمة في التاريخ تهزم"نفسها"وتقدم خدمة لأعدائها المستمتعين جداً بذلك بعدما قتل منهم مليون مواطن عربي تقريبا في العراق وسوريا وليبيا واليمن وفلسطين المحتلة غير الجرحي والمشردين اللاجئين أيضا بالملايين علي حدود لبنان والأردن وتركيا و أوروبا والغرب.. وبعدما تخربت وتقسمت وتمزقت أوطانهم الضائعة التي سقطت في مستنقع دماء الفتنة الطائفية والمذهبية والحروب الأهلية فقد خسروا الدرع والسيف وقوتهم الضاربة بتفكيك وتدمير جيوشهم في ليبيا والعراق وسوريا واليمن. خسروا حتي دينهم بسبب تجار الدين والدم وخونة الوطن الذين قاموا عمدا او غفلة بمساعدة الأعداء في أحكام طوَّق المؤامرة حول رقابنا للتحكم في أقدارنا ومصائرنا البترول والغاز العربي كان منحة آلهية مؤقتة , للقيام لدور القيادة للمسلمين ضيعناها بغباء شديد في رمال تفرقنا وتشرذمنا وسفاهة تبديدها هباء منثورا فيما يضر ولا ينفع. قام الغرب وإسرائيل وإيران وتركيا والإرهاب بنهب كنوز حضاراتنا العريقة في بلاد الرافدين العراق والشام سوريا واليمن حضارة سبأ وسد مآرب الشهير,
لم نعد فرسانا نجيد ركوب الخيل وحمل السيف كأجدادنا أو حتي صناعة الصاروخ والطائرة في العصر الحديث او إجادة الفراسة العربية التي كانت معروفة في أشعار العرب لم نتسلح بالعلم والعمل والإنتاج بل اعتمدنا علي وفرة المال وبذخ الاستهلاك مع التخلف والجهل الذي لا يمكن أبدا بناء حضارة راسخة عليه. والدليل هو عدم فوز أي دولة نفطية عربية بجائزة نوبل خلال ١١٥ عاماً بينما فازت بها دولة الإحتلال "إسرائيل "١٢" مرة في مجالات عدة علمية وسياسية خسرنا احترام العالم كله شرقه وغربه ولم نحصل منه حتي علي نظرة الشفقة علينا . .كسبنا فقط احتقار العالم لنا, لأننا نحن من قمنا باهانة وهزيمة أنفسنا بأيدينا للأسف. ٢٢ دولة عربية بدون قيادة موحدة فشلت بعد استقلالها عن الاستعمار في التوحد لقتال أعدائها بل قامت بالتناحر وقتال بعضها بعضا تماما, كما حدث قبل سقوط الأندلس من إمارات الطوائف وكانت نفس النهاية المأساوية ونفس الحكمة التي لخصتها هذه المقولة الشهيرة لسيدة آل الأحمر ” ابكوا كالنساء علي ملك لم تحفظوه كالرجال “.
أرض فلسطين العربية ضاعت .. كما ضاع المسجد الاقصي ( وكنيسة مهد المسيح ) الذى مازال أسيرا تحت الاحتلال الصهيوني لأكثر من ٧٠ عاما , وفشلنا في تحريره من إسرائيل سواء حربا او سلما. مع الأسف والندم لم نتعلم أبدا من دروس التاريخ حتي في تاريخنا المعاصر في انهيار دولة الصومال قبل ربع قرن النموذج الحي الذي تم تطبيقه حرفيا في الدول الأخرى للوصول إلي نفس المصير المؤلم الأسود في تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا. ولم يبق أمامنا حاليا سوي البكاء كالنساء علي وطن ضيعناه ولم ندافع عنه كالرجال حتي يطاردنا الخزي و العار مع لعنات الأجيال القادمة بعدما وصلنا لليوم الأسود الذي أصبح فيه العربي يعيش ذليلا في بلاده لكنه أكثر أماناً تحت الإحتلال الإسرائيلي في فلسطين العربية وفِي بلاد الغرب من أن يكون حراً لكنه مشرداً أو مقتولاً في محرقة العرب في الوطن العربي الكبير سابقاً