سنه تعدّي والتانيه تيجي بعدها ومع كل سنه بتتعلّم حاجه جديده، المُشكله مش في السنين المُشكله فِ المواقف والتجارب إللي علّمتك تقفل علي نفسك بعد ما كنت شخص بيعيش اليوم بيومه المُهم عنده يضحك ويضحّك إللي حواليه حتي لو هتضحّكهم علي نفسك، الحكايه بدئت بشخص نضيف قلبه طيّب لا كان بيعرف يأذي حد ولا يزعل حد ولو حس بس مُجرّد أحساس إن في شخض زعل منّه يفضل وراه بالساعات والأيام لحد ما علاقتهم ترجع ببعض زي الأول تاني حتي لو مَكنش غلطان كان هو إللي يصالح بردو، مَكنش بيفكّر في كرامته ولا الناس هتقول عليه أيه لو حد عِرف إنّه بيجري ورا إللي بايعه، مَكنش فاهم يعني أيه كرامه ولا كبرياء،
كان بيتعامل مع الناس إللي بيحبّها من غير ما يحسبها حتي لو كان هيفضل هو إللي يسأل عليهم كل يوم من غير ما يفكّر إنّه كده تقيل علي الناس دي أو هيقولوا عليه مدلوق، مَكنش يعرف إن فيه حاجه أسمها هيزهقه منّك مع الوقت أو هتبقي الشخص إللي خلاص مَبقاش مرغوب فيه، كان بيتعامل بطيبه وحُسن نيّه، شخص لسه بقلب طفل وأول ما جه يتعلق أتعلق بالناس الغلط، ومع كل علاقه يدخُل فيها يطلع بدرس جديد ياخُد منّه الأحساس إللي حسّه ويتحرم منّه طول عمره، شهور تعدي وسنين والجدع لسّه بيعافر مافكرش يشتكي لحد ولا يعيّط قُدام حد، لحد ما وصل لمرحله صعب يرجع منها تاني بعد كل التجارب إللي عاشها، بقي عنده أحساس إن مشاعره ماتت وقلبه إللي حب مبقاش ليه لازمه يادوب ينبُض، ومع كل ذكره ومع كل جرح ومع كل صدمه كان بيتحول لشخص تاني غير الأوّلاني، مَبقاش عنده أحساس لحد ولا بقي يحس بحد، كل إللي محتاجه إنّه يتساب في حاله يمكن مع الوقت يبقي كويّس
ولمّا حس إنه بقي كويّس قرّر يتعامل مع الناس من تاني بس المرّه دي وهو معاه ''أسلحه'' دروس أتعلمها من التجارب إللي عدّت عليه، ورغم كده أكتشف إنّه لسه متعلّمش أي حاجه، ''خبطتين في الراس توجع'' ما بالك لمّا الخبطه دي تكون في القلب، وبعد ما فهم الناس علي حقيقتها قرّر ينعزل عنهم تماماً وطاقته في الكلام بقت محدوده، يرُد علي إللي يسأل عليه وميحاولش يتكلّم ولا يختلط بحد لدرجه إن علاقته بالناس بقت محدوده ومَبقاش حابب يدخّل حد جديد حياته عشان أكتفي من الدروس إللي أتعلّمها والتجارب إللي عاشها، مَبقاش حابب يتصدم تاني ولا بقي عنده ثقه في حد ولا يدخُل في تجربه هو عارف إنّها هتنتهي من قبل ما تبدء..