الأنشطة المدرسية هي عصب العملية التعليمية وإذا حدث خطأ بشكل أو بأخر وهذا أمر وارد في أي عمل ، وقد يحدث نتيجة غياب التخطيط والتدريب وعدم وجود الميزانيات التي يجب أن تصرف علي هذه الأنشطة المدفوعة من داخل مصروفات الطلاب والتى لا تصرف بحجة صعوبة صرفها من خلال الحساب الموحد لوزارة المالية ،
ومع ذلك فليس هذا هو موضوعنا الآن ، ولكن الموضوع هو أنتم مع أم ضد قرار الإيقاف لمدير المدرسة وطاقم الإعلام التربوي نتيجة نشاط مسرحي قدمه طلاب المدرسة ،
فعندما قام معلمين مدرسه ابتدائية بالمنصورة بعمل مسرحيه صغيره تجسد حادث مسجد بئر العبد بسيناء وعرضها على الطلاب في الطابور الصباحي بهدف توعيه الطلاب ضد الإرهاب وبصرف النظر عن كوننا مع أو ضد فيما يقال عن التأثير النفسي لهذا العمل على الطلاب ،
فالعمل يجسد فكر المعلمين لمعالجة مشكله من خلال نوع من أنواع الأنشطة المدرسية ، أصابوا أو أخطئوا ،
وأعتقد أن مدير المدرسة بموافقته علي عرض هذا النشاط كان يفكر أن تقديم الطلاب لهذا النشاط هو تدعيم للأنشطة الطلابية في مواجهه الأزمات المجتمعية ، وأنه بتسويقه لها سيعطي إنطباع أنه يقدم جديد يواكب الأحداث من خلال الأنشطة المدرسية وهو بذلك يساهم بدور كبير فى التوعية ضد الإرهاب ، وقد يؤدي هذا إلى تكريمه من خلال قياداته ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ،
فانقلب السحر علي الساحر ومع فرضية أن فكره تربوي مقصود أو غير مقصود الله أعلم فالنوايا لا يعلمها إلا الله ،
ولكن ما اعرفه أن ما تم تقديمه هو نشاط مدرسي والطلاب إستمتعوا في أداءه ، والمشكلة التي أثيرت ليس لهم ذنب بها ولكنه الذنب هو عدم وجود رؤيه وخطط للأنشطة المدرسية تساهم في عرض مجريات الأحداث وعلاجها بطريقه تربويه متخصصة ، هذا بجانب أن المسئولين عن الإعلام التربوي بالمدارس أغلبهم ليس لديهم رؤية ولا خطط ولا أساليب علميه لتنمية الإبداع لدي الطلاب ولا يتم تدربيهم على أساليب الجديدة والحديثة لتطوير الأنشطة،
والخلاصة هى أن الأنشطة في المدارس غير مفعلة ولا يوجد الاهتمام المطلوب بها وبأهميتها ،
مع أن الأنشطة المدرسية هي الأداة والعصا السحرية لربط الطلاب بالمدارس وتساهم في حضور الطلاب للمدارس والتي تعتبر من العقبات التي تواجه الوزارة لتطوير المنظومة التعليمية ،
وجاءت النتيجة بإيقاف مدير المدرسة عن العمل هو ومسئولي الإعلام التربوي على أساس أنه من المفروض عليه أخذ تصريح بنشاط داخل المدرسة ، ( عذر أقبح من ذنب ) ،
لقد أعطت إدارة التربية والتعليم مثال ورسالة رائعة لكل من يعمل في مجال التعليم والأنشطة المدرسية ومديري المدارس مفادها من يعمل كثيرا يكون كبش الفداء والشماعة التي تعلق عليها عدم وضوح الرؤية التعليمية في مصر ،
اعتقد أن هناك طرق كثيرة لتصحيح الأخطاء بطرق تربويه ، ولا يكون مديروا المدارس هم من يعاقبوا بالإيقاف والتحقيق والفضيحة ، ولا يعرف الأسباب الحقيقية وراء ما يحدث ، والسؤال إذا كان الإعلام أثني علي هذا العمل فكان مدير المدرسة حين ذاك أصبح بطلا قومى هو وكل من شارك وساهم في هذا النشاط الذي لا يتعدي نشاط مدرسي يشوبه الخطأ والصواب ولكن قبل أن تحاسب حاسب ، ومن يعمل كثيرا يخطئ كثيرا ،
ويتضح من ذلك أن وزارة التربية والتعليم تحتاج إلى منظومة حقيقية لإدارة التربية وإدارة التعليم ولا تحتاج لقنابل موقوتة تدمر منظومتها لترضي الإعلام الموجه ويغيب بذلك مبدأ الأمان الوظيفي والإبداع الذي هو معيار من معايير الجودة للعملية التعليمية وفي رسالتنا في كلام مصاطب نهيب بالوزارة القيام بدورها الحقيقي في إدارة الأزمات بشكل يحفظ للعملية التعليمية وللعاملين بهذه المنظومة إحترامهم وقيمتهم في بناء قيم هذا الوطن .