غش الأدوية وصحة المواطن وتدمير الدولة

غش الأدوية وصحة المواطن وتدمير الدولة

كنا زمان بنشتري شريط الريفو الأخضر اللي كان بيتباع في كل حته حتي في البقالة وكنت لما تشتري إي حاجه تأخذ بالباقي ريفو ، بس كانت الحباية دي حباية سحرية للصداع والبرد وتكسير الجسم وألم الأسنان واللوز كنت بتعمل منها رغرغة مع حبة شاي مغلي بدون سكر لإلتهاب اللوزتين ودواء لسيولة الدم لكبار السن يعني صيدليه متكاملة في قرص واحد وهي حباية وكوب شاي وتبقي زي الفل حاجه زي السحر كده ،

وفجاه ومع التطور والعلم والمدنية والغش والتسيب وعدم الرقابة ، ظهر لنا أصناف من الأدوية الجديدة زي النوفالجين والبنادول والفيفادول ... وبعد ما كان قرص واحد بيخده التعبان والمريض والكبير في السن مره واحده أصبح المفعول مبيحصلش إلا بأخذ قرصين وثلاث مرات في اليوم والموضوع معدش علاج وصحة أصبح تجاره لمافيا شركات هدفها الربح والتربح ،

والمواطن في ستين داهيه الشركات اشتغلت علي الأطباء بالعربي روقتهم رحلات وسفريات وفسح ومؤتمرات ومصايف ووصلت لتعليم أولادهم بالخارج وكل ما تتخيله واللي متتخيلوش ، ده كله في سبيل كتابه الأدوية للمرضي وزيادة المبيعات وتحقيق المستهدف مش مهم نوع الأدوية دي تفيدهم أو متفيدهمش مش مشكله وأحيانا تجد الطبيب الروشتة اللي بيكتبها مبتتغيرش ولو هو طبيب ممتاز بيغير صنف واحد يغزي بيه العين ومحدش بيسال ولا بيراقب لدرجة أن المريض بيروح للدكتور يكتبله روشتة خمس عشر أصناف والمريض يعدي عليه الأسبوع ومفيش تحسن فيروح للدكتور يغير له الدواء بروشته جديده وبكده تكون مصلحه للدكتور والشركات والصيدليات وكله شغل ،

ولو مجبش الدواء نتيجة يقوم الطبيب كاتب له أصناف مستورده يشتريها من عنده في العيادة أو صيدلية محددة وطبعا كله في صالح المصالح ، وكل ده والدولة في سبات عميق يصل لحد الغيبوبة واضح أنها واخدة صنف منوم معمول مخصوص عشان تنام وتحلم ، ده حتي المنوم معدش بينيم ،

المهم الخطورة في اللي جي طبعا لاهيك عن إرتفاع أسعار الأدوية الجنوني اللي صحبه ارتفاع أسعار الأطباء والخدمات الطبية ، برده مش مهم مش هي دي المشكلة ، المشكلة بقت ظهور مشكلات في الأجنة والمواليد وتشوهات وإعاقات كنيره بسبب الأدوية المنتهية المفعول اللي منها الفوليك والحديد وأدوية السيولة اللي بتخدها الحامل واللي واضح انها بدون ماده فعاله فاتفاجاء بمواليد عندها تشوهات ومشكلات وإعاقات تستلزم فتح هذا الملف الخطير والمتعمد من مافيا متشعبة ومتوغلة ومنتشرة تعمل على تدمير صحة المجتمع والاقتصاد المصري ،

فإذا كانت الدولة تعتقد إنها في مأمن وأن الموضوع لا يعنيها فيكون هذا نوع من التستر والإشتراك في هذه المنظومة الشيطانية المدمرة لصحة الشعب المصري ، فهي نوع وطريقه لحرب جديدة بدون أسلحة قتالية بل بأدوية قاتلة ، فالأدوية المغشوشة والأدوية المصنعة تحت بير السلم بدون تراخيص ورقابه وتهريب الأدوية خطر حقيقي يهدد الأمن القومي للبلاد فإنتشار الأمراض والإعاقات وإنعدام الضمير والرقابة والمحاسبة والردع يؤدي إلي إنهيار الاقتصاد وتحمل الدولة نفقات كبيره لعلاج المرضي علي حساب الدوله ويؤدي لضعف وتهالك الخدمات الطبية التي تساهم في تأجيج السلم العام للمواطنين وزيادة الإحتقان وخسارة الدولة خسارة فادحه في الأموال والأنفس لحساب مافيا تعمل من الخارج والداخل لتحقيق أهداف وأموال وتربح علي حساب المواطن المصري الذي يحتمي في وطنه وجيشه بعد رب العالمين الحافظ لهذا الوطن وترابه ، ولذلك وجب علينا في كلام مصاطب أن ندق ناقوس الخطر بقوه لعلها تكون شراره تصل لمن يهمه أمر هذه البلاد قبل أن يفوت الأوان .

 

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;