حصلت كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة على منحة قدرها مليون دولار أمريكي لمدة ثلاثة أعوام من مؤسسة أندرو ميلون وذلك لتمويل مجموعة من البرامج في مجال التدريس والأبحاث والتواصل المجتمعي والتي تديرها وحدة الأبحاث الخاصة بمختبر كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية.
تتكون المنحة، تحت اسم Public Humanities for Egypt and the Global South، من 20 نشاط تم تصميمها لدعم أبحاث هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا، والتدريس المبتكر في تخصصات متعددة، والتواصل المجتمعي، والتعاون بين المؤسسات المختلفة، بالإضافة إلى تقديم التمويل المباشر للأنشطة الخاصة بورش العمل التي تُقام بكل من مركز دراسات الترجمة ومعهد سينثيا نيلسون لدراسات المرأة والنوع.
يقول ستيفن نيميس، رئيس قسم الأدب الإنجليزي والمقارن ومدير بمختبر كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية: "تُرى الجامعة الأمريكية بالقاهرة كحلقة وصل مهمة، ومن ثم وقع اختيار مؤسسة أندرو ميلتون عليها للاستثمار فيها. فقد رأت المؤسسة أن المركز الاستراتيجي الذي تتمتع به الجامعة بين الغرب والدول المتقدمة ودول العالم الثالث يجعلها مركزاً رئيسياً لصياغة التبادل بين الشمال والجنوب وذلك فيما يتعلق بالعلوم الإنسانية."
بينما يعتبر الهدف الرئيسي لمختبر كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية هو تعزيز الأبحاث والمصادر بين هيئة تدريس وطلاب الجامعة، إلا أن انفراده يكمن في هدفه لتجديد وإعادة تحديد الموضوعات والمناقشات والدراسات المتعلقة بالعلوم الإنسانية في جميع أنحاء مصر. ولتحقيق ذلك، يجب تشجيع قيام الشراكات مع المؤسسات المحلية والعالمية ووضع التواصل مع الجمهور في مقدمة الأولويات.
يقول روبرت سويتزر، عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بالجامعة: "يعتقد الناس أن الدارسين والعاملين في مجال العلوم الإنسانية هم أشخاص منعزلين، ويمضون كل وقتهم في المكتبات للقراءة والاستغراق في دراساتهم الغامضة. فعلى سبيل المثال، لم يقض سقراط كل وقته داخل المكتبة. كان يختلط بالناس داخل مجتمعه. ومن ثم، فإنها فرصة سانحة لتشجيع الاهتمام بالعلوم الإنسانية في العالم والوصول ليس فقط إلى مجتمعات دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإنما دول العالم الثالث ككل، وهو ما يعد جزءً كبيراً من مهمة كل من الجامعة وكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية."
يسعى فريق مختبر كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لتشجيع التبادل الأكاديمي عبر العالم، مع التركيز على أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية والوسطى. يؤكد نيميس: "من المهم أن نسترعي اهتمام هيئة التدريس في هذا الشأن، وهذا بالتأكيد سيساهم في تقدمهم المهني لممارستهم أنشطة تقع خارج مجال عملهم كأساتذة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة."
سيبدأ البرنامج بدعوة بعض من أبرز الكُتاب والأكاديميين عالمياً إلى الحرم الجامعي، وإقامة الشراكات مع مؤسسات عديدة من إقامة برامج التبادل الأكاديمي لهيئة التدريس في دول العالم الثالث وجامعتي جورج تاون ونورث ويسترن، بالإضافة إلى عقد مناقشات المائدة المستديرة شهرياً بجامعة ميشيجان لدعم الابتكار التربوي، وذلك بناءً على ورش العمل الخاصة بمختبر كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية.
وتجسيداً لروح العلوم الإنسانية والاجتماعية، يجمع البرنامج بين كافة أهدافه حيث يقود مناقشات حول الموضوعات والقيم الإنسانية، وذلك من خلال عقد سلسلة من المحاضرات العامة، مثل سلسلة محاضرات مختبر كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، ومناقشات القاهرة.
وبالتعاون مع مركزي دراسات الترجمة بكل من الجامعة الأمريكية بالقاهرة والجامعة الأمريكية في بيروت، سيُقيم مختبر كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ورش عمل تحت عنوان Arabizing the Academy لدعم الأبحاث والإصدارات الأكاديمية باللغة العربية وذلك من أجل التواصل مع الجمهور في جميع أنحاء مصر.
يعتزم مختبر كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية توسيع الاستراتيجيات المستخدمة في التواصل مع الجمهور عبر إقامة 3 مدارس شتوية على مدار 6 أيام للاحترافيين غير الأكاديميين في مصر الذين يهتمون بالعلوم الإنسانية، ولكنهم غير قادرين على الالتزام نحو إجراء أبحاث أكاديمية بشكل منتظم. كما يتم تشجيع طلاب دراسات الماجستير والدكتوراه من خريجي الجامعة الأمريكية بالقاهرة على مشاركة معلوماتهم من خلال التقدم للحصول على المنح الدراسية.
ويأمل فريق مختبر كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لدمج التخصصات الأخرى مع العلوم الإنسانية، فضلاً عن ترسيخ مركز الجامعة في المنطقة وحول العالم. يؤكد نيمس: "ستكون المنحة الأولى بداية الطريق للنجاحات. فمؤسسة أندرو ميلون ترى الجامعة كاستثمار هائل على مدار 20 عام، وتتوقع رؤيتنا كمنتجين للأفكار ولمشروعات أخرى. لابد وأن يفكر الجميع في أفكار جديدة الآن وفي المستقبل."