الحرب على الإسلام والقيم والأخلاق حرب لا تنتهي
وهي قسمان : 1- حرب مباشرة معلنة. 2- وحرب بالوكالة.
أولا: فأما الحرب المباشرة: فهي حرب عسكرية سياسية اقتصادية وتكون سهلة ميسورة متى ضعفت نظم الحكم في بلاد المسلمين , فكان من السهل والميسور غزو بلاد المسلمين والسيطرة على مقدرات الشعوب.
ثانيا: وأما الحرب بالوكالة : فهي حرب غير مباشرة وتكون بأيدي المسلمين أنفسهم لصالح الأعداء. وتظهر واضحة في صور شتى :
1- الدعوة إلى التخلي عن القيم ومكارم الأخلاق , وتشكيك المسلمين في ثوابت الدين وأن الدين تخلف ورجعية وإذا كان لابد من وجود الدين في حياتنا فليقتصر وجوده في المساجد فقط. وهكذا تم لهم المراد فنشأ جيل عاري تماماً عن الدين فانقسموا على أنفسهم.
بعضهم ملحد منكر للأديان مجاهر بإلحاده , والآخر متشدد يغلو في دينه يرى أنه وحده الصواب وما عداه باطل. فكفَّر كل من خالفه واستباح دمه وكلاهما (أعني الملحد والمتشدد) متطرف بعيد عن جادة الصواب.
2- الدعوة إلى الإضرابات والاعتصامات والتجمهر والثورات حتى يحتدم الصراع بين الشعوب وحكامهم كما حدث في ثورات الخريف العربي 2011م وراح ضحيتها دول سقطت في الهاوية مثل ليبيا وسوريا واليمن.
3- تقويض أركان الأسرة المسلمة وزرع بذور الشقاق بين الزوجين.
ويعد تفكيك الأسرة والمجتمع من أهم أهداف الحرب بالوكالة .
حتى ينشأ جيل مجهول الهوية فاقد الانتماء, يبغض كل شيء حوله يبعض والديه يبعض وطنه يجهر بالمعاصي وانفلات الأخلاق. جيل يحمل فكرة التمرد على كل شيء حتى وصل به الطعن في دين الله ويسعى لزعزعة آمن المجتمع عن طريق نشر التطرف الإلحادي والتطرف الديني.
فتجدون من تربى على فكرة التمرد يسعى دوماً إلى ترديد شعارات ظاهرها الرحمة باطنها العذاب. مثل شعارات المساواة في كل شيء بين الرجل والمرأة - العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. وهم يلعبون على وتر المرأة ويصفونها دائما بأنها مستضعفة ومهانة من الرجل مطلقا أباً كان أو أخاً أو زوجاً. ويقولون: إن الإسلام ظلم المرأة في الميراث, وفي التعليم وفي كل شيء , ويقولون: إن حجاب المرأة المسلمة تخلف ورجعية وعادة من عادات الجاهلية وأن خروج المرأة بالملابس الأوربية العصرية هو عين الحضارة!!
ما الفائدة التي تعود على المسلمين عموما والأسرة المسلمة خصوصا من ترديد بعض المفتونين هذه الشعارات 1- أن السبب الأساسي للجواز هو ممارسة الجنس وكأن المرأة لم تخلق إلا للمتعة الجسدية معاذ الله ,فهذا الذي يرددونه يناقض صريح القرآن الذي جعل الحياة الزوجية سكن ومودة ورحمة.
2- أن المرأة ليست مكلفة بخدمة زوجها ! , وأن الأم ليست مكلفة بإرضاع أطفالها!.
ودونكم كتب الفقه فارجعوا إليها حتى تعلم المرأة مالها وما عليها.
لم نر أحدا منهم تكلم عن مشاكل المرأة الحقيقية مثل ارتفاع نسب الطلاق في الآونة الأخيرة وفي المقابل ارتفاع نسب العنوسة كذلك لم نر أحدا تكلم عن اليتيمة والأرملة والمرأة المعيلة.
كيفية الوقاية من شر هذه المخططات التي تسعى لهدم أمن الأسرة والمجتمع.
فلابد من تصحيح الخطاب الإعلامي والثقافي والفني بما يتناسب مع القيم والأخلاق.
وكذلك تدريس الفقه وعلوم الدين في المدارس والجامعات أصبح ضرورة ملحة يفرضها الواقع علينا والله من وراء القصد وهو يهدى السبيل.
.