يوم عشوراء هو يوم استشهاد الحسين رضي الله عنة والمتأمل فى احداث تلك المأساة يدرك كيف أصابت لعنة الدم كل من قتلوا حتى طالت ابنائهم واحفادهم وربما كانت بداية اللعنة فى المشهد الاخير من استشهاد الحسين رضي الله عنه ،
بدأ رماة الجيش الأموي يمطرون الحسين وأصحابه بوابل من السهام وأصيب الكثير من أصحاب الحسين ثم اشتد القتال واستمر القتال ساعة من النهار وأصحاب الحسين يتساقطون الواحد تلو الآخر واستمر الهجوم والزحف نحو من بقي مع الحسين وأحاطوا بهم من كل الجهات و أصحاب الحسين وأهل بيته ينازلون جيش عمر بن سعد ويتساقطون الواحد تلو الآخر، ومنهم: ولده علي الأكبر، أخوته، عبد الله، عثمان، جعفر، محمد، أبناء أخيه الحسن أبو بكر، والقاسم، والحسن المثنى، ابن أخته زينب، عون بن عبد الله بن جعفر الطيار، آل عقيل: عبد الله بن مسلم، عبد الرحمن بن عقيل، جعفر بن عقيل، محمد بن مسلم بن عقيل، عبد الله بن عقيل
وبدأت اللحظات الأخيرة ولم يبق في الميدان سوى الحسين رضي الله عنه الذي أصيب بسهم فاستقر السهم في نحره، وراحت ضربات الرماح والسيوف تمطر جسده وقام شمر بن ذي جوشن بفصل رأس الحسين الشريفة عن جسده بضربة سيف وكان ذلك في يوم الجمعة من عاشوراء في المحرم سنة إحدى وستين من الهجرة وله من العمر ستة وخمسون سنة ولم ينج من القتل إلا علي بن الحسين وتنهى المعركة على هذا ،،،
لكن اللعنة تصيب القتلة وابنائهم واحفادهم فبعد واحد وسبعون سنة
من تلك الاحداث ياتى بنى العباس من نسل عم الرسول ليسقطوا دولة بنى امية ولم يتبقى من نسل بنى أمية من أولاد الخلفاء وغيرهم حتى أفناهم بنى العباس عن آخرهم، ولم يفلت منهم إلا رضيع أو من هرب إلى الأندلس وتلقى جند العباسيين الأوامر بنبش قبور بنى أمية بدمشق، فنبش قبر معاوية بن أبى سفيان، فلم يجدوا فيه إلا خيطاً مثل الهباء، ونبش قبر يزيد بن معاوية بن أبى سفيان فوجدوا فيه حطاماً كأنه الرماد، ونبش قبر عبدالملك فوجد صحيحاً لم يتلف منه إلا أنفه فتم ضربه بالسياط وصلبه وحرقه ،،،، وهكذا نجد اللعنة تصيب الظالم حتى فى قبرة سبحان الله وصدق الرسول الكريم حين قال اتق دعوة المظلوم فانه ليس بينه وبين الله حجاب
فما بالك ان كان هذا المظلوم حفيد الرسول صل الله علية وسلم ومعه اهل بيته ،،، المهم ان دعوة المظلوم لعنة تصيب الظالم وابنائة من بعده وكذلك عكس اللعنة وهى رضاء الله فكثير ما نسمع فى الموروث الديني ان فلان محظوظ وسعيد فى الدنيا ببركة دعوة احد الصالحين المستجاب الدعوة عندما دعا وقال ،، اللهم بارك فى ذريتي ،، فتصيب تلك الدعوة سعيد الحظ من ذريته ،، وختام ،، يظهر لنا فى النهاية ان اللعنة مورث انسانى نجدة فى اساطير الاغريق فى لعنة اوديب وكيف تصيب ابنائة من بعده وايضاء فى بداية التكوين و خطيئة ادم ودفع الابناء ثمن تلك الخطيئة وهى الحياة على الارض