عاريةٌ كنتُ أو تحت غطاء صيفٌ
كانَ أو كانت شتاء
ليسَ بينى وبينَ الجراجاتِ عداوةٌ لكننى لى معها ذكرى أليمةٌ
حينَ أشعلتْ سيجارةٌ حريقاً فحطموا نوافذى فى غيابِ مفاتيحى
لإنقاذىَّ من إنفجارٍ مروع
أفضلُ النومَ فى شوارعِ المدينةِ وليلها الهادىِ الساحرِ
تحتَ أعمدةِ الضوءِ الخافتِ وليسَ فوقى سقفٌ سوى السماء
لا أعانى وحدةً أو إغتراباً بل تأنسنى مداعبةُ القططِ والكلاب
وأطفالِ الشوارعِ وهم ينامونَ تحتىَّ مختبأينَ من مطاردةِ السلطاتِ
ولليلِ أبناءٌ بارعونَ يكسرونَ الصمتَ والجمودَ بالصخبِ والإثارةِ
أقاتلُ من أجلِ مكانٍ مجانىِّ ولو فى شارعٍ جانبىِّ
حتى لا أُ قادُ إلى جراجاتٍ مغلقةٍ كالمقابرِ الجماعيةِ
وتحتَ سطوةِ السوقِ وجنونِ التكاثرِ وشهوةِ الإقتناءِ والتفاخرِ
نفيضُ على الشوارعِ فكانتْ البيوتُ والجراجاتُ
وحينَ أجبرُ عليها أختارُ مكانىَّ خلفَ البابِ
وأكونُ أخرُ الداخلينَ وأولُ الخارجينَ
أبطأُ وألتزمُ الحذر عندَ النزولِ وأقاومُ الإنحدارَ بكلِ أنواعِ المكابحِ
وأتكبدُ معاناةَ الصعودِ إلى الطوابقِ العلويةِ فيصيحُ المحرك
حينَ يغلقُ البابُ وتبتعدُ فتحةُ الخروجِ ينتابُنى الرعبُ من حبسٍ يدومُ
أتعايشُ مع هذا الإعتقالِ الليلى تحتَ سقفٍ واحدٍ بمسامرةِ الرفاقِ والنميمةِ على الإطارات التى تتظاهرُ بالنومِ
لتستريح من جحيمِ الأسفلت والسياراتِ التى تهجرُ أصحابها وتستسلمُ طواعيةً لغوايةِ الغرباءِ
وأغوصُ فى أحلامِ الخروجِ والسفرِ البعيدِ
وقد تداهمنى كوابيسٌ عن صداماتٍ مميتةٍ
فأستيقظُ مذعورةً أتحسسُ أعضائى
ربما تكونُ الجراجاتٌ فرصةً للنجاةِ من مغامرةِ الشوارع
لكنها لا تخلو من صراعٍ يومى على الإماكنِ المفضلةِ
قد يجعلُ الصدامَ يأتى بنيرانٍ صديقة!!!