هي الآن في صالة المغادرة ، جالسة فوق شوك مبعثر ، المقابر التي علي يمينها معتمة بلا ضجيج، والمسرح الذي علي اليسار منع منه مجموعة البدائيين ، لأن الأحلام الطافحة أفسدت المشهد الأول، والملقن المهذب يؤدي دوره في تفان شديد، لا دخل له باستعلاء (مكبث) المفرط علي الرغم من اعتراف شكسبير بالارتجال ، وعلي الرغم من أن طريق الكباش لا دخل له بموضوع الإضاءة الأرضية، ولا علاقة له بخطة الرصف الجديدة ، إلا أن فكرة الأكشاك الدينية معروفة منذ مسرح العصور الوسطي .
الانقلاب في مأساة أوديب لم يكن في صالحه ، جرس الستارة يستدعي المشاهدين ، لكن عددًا كبيرًا انصرف ليضع الورود علي قبر (جوكاستا)، وشكسبير كان علي يقين بأن "العبرة بالخواتيم" حين منح الجندي الفشار دور البطولة المهم ، المشاهدون مصرون علي مناصرة الفضيلة المأزومة بعد أن صارت الملهاة في أرغفة عمال المقابر بعد أن كشفوا حيلة المخرج الميتة بغرس الممثلين في الصالة .
الطاعون الأسود ملتصق ببطن البئر ، والمساكين وحدهم غراس الطحالب البرية يجزون جزاء سِنِمَّار , هم رسم دون ألوان ، أوراق سقطت من زيت القنديل الناضح من أهداب الليل ـ يا هذا لماذا تثير الريح بجناحيك فتغضب الرب ، كُل ولا تخف، ليس هذا طعام الموت ، ولا حتى طعام الأبدية ، فقط لا تسمع أغنية الريح لأن الشريان المغلق لا علاقة له بحوادث القطارات ، وكفن الوطن المخيط مفتوح من الجانبين، والأفاعي تنام في المقبرة علي عشب من الحديد المعشق ، هنا لن تدور الساقية ، ولن يرتوي العشب بماء الغضب الذي نضح من السقف ، وحدك صافح وجوهك المتعددة ، وقف مع كل واقف بوجه مغاير ، ستجد الأسماء المشتقة مغايرة للأسماء الجامدة ، البدء مخالف للمنتهي ، فقط ادهن وجهك باليقطين العسلي الأحمر، واركب فوق الشجرة النائمة فوق الباب، ستجد الطيور المعدنية تصاحبك، ولن ترميك بحجارة من سجيل كما حدث لصاحبك من قبل