أوهام درامية

أوهام درامية


هي الآن في صالة المغادرة ، جالسة فوق شوك مبعثر ، المقابر التي علي يمينها معتمة بلا ضجيج، والمسرح الذي علي اليسار منع منه مجموعة البدائيين ، لأن الأحلام الطافحة أفسدت المشهد الأول، والملقن المهذب يؤدي دوره في تفان شديد، لا دخل له باستعلاء (مكبث) المفرط علي الرغم من اعتراف شكسبير بالارتجال ، وعلي الرغم من أن طريق الكباش لا دخل له بموضوع الإضاءة الأرضية، ولا علاقة له بخطة الرصف الجديدة ، إلا أن فكرة الأكشاك الدينية معروفة منذ مسرح العصور الوسطي .
الانقلاب في مأساة أوديب لم يكن في صالحه ، جرس الستارة يستدعي المشاهدين ، لكن عددًا كبيرًا انصرف ليضع الورود علي قبر (جوكاستا)، وشكسبير كان علي يقين بأن "العبرة بالخواتيم" حين منح الجندي الفشار دور البطولة المهم ، المشاهدون مصرون علي مناصرة الفضيلة المأزومة بعد أن صارت الملهاة في أرغفة عمال المقابر بعد أن كشفوا حيلة المخرج الميتة بغرس الممثلين في الصالة .
الطاعون الأسود ملتصق ببطن البئر ، والمساكين وحدهم غراس الطحالب البرية يجزون جزاء سِنِمَّار , هم رسم دون ألوان ، أوراق سقطت من زيت القنديل الناضح من أهداب الليل ـ يا هذا لماذا تثير الريح بجناحيك فتغضب الرب ، كُل ولا تخف، ليس هذا طعام الموت ، ولا حتى طعام الأبدية ، فقط لا تسمع أغنية الريح لأن الشريان المغلق لا علاقة له بحوادث القطارات ، وكفن الوطن المخيط مفتوح من الجانبين، والأفاعي تنام في المقبرة علي عشب من الحديد المعشق ، هنا لن تدور الساقية ، ولن يرتوي العشب بماء الغضب الذي نضح من السقف ، وحدك صافح وجوهك المتعددة ، وقف مع كل واقف بوجه مغاير ، ستجد الأسماء المشتقة مغايرة للأسماء الجامدة ، البدء مخالف للمنتهي ، فقط ادهن وجهك باليقطين العسلي الأحمر، واركب فوق الشجرة النائمة فوق الباب، ستجد الطيور المعدنية تصاحبك، ولن ترميك بحجارة من سجيل كما حدث لصاحبك من قبل

مقالات مشابهه

من قسم آخر


التقيمات

راديو القمة

radio

الأكثر قراءة

فيس بوك

a
;