إرثا ثقيلا ينتظر وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة ومدير منظمة اليونيسكو الحالية أودري أزولاي الفرنسية الجنسية، المغربية الأصل، اليهودية الديانة، أولي هذه العقبات التي تنتظر أزولاي انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية المفاجئ من اليونيسكو بحجة أن المنظمة تتخذ قرارات عنصرية ضد إسرائيل وفي الحقيقة أن واشنطن لم تنسحب من المنظمة في الساعات القليلة الماضية بل انسحبت منذ عام 2011 بصورة غير مباشرة عندما منحت اليونيسكو العضوية الكاملة لفلسطين فكان رد واشنطن وقف حصتها البالغة 80مليون دولار وإلي الآن مازالت واشنطن مديونة لليونيسكو ب540 مليون دولار، ليس ذلك فقط بل هناك دولا كبري تعتبر من الأعمدة الرئيسية لليونيسكو كاليابان، بريطانيا، البرازيل لم تسدد حصتها لعام 2017 إعتراضا علي سياسات المنظمة.
علامات إستفهام كبري تدور في رأسي وأسئلة كثيرة لااجد لها أجوبة كلمً إنسحبت الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً في هذا التوقيت وبالتبعية إسرائيل هل كان لخدمة المرشحة الفرنسية أم لصالح المرشح القطري أم لضرب العرب بعضهم ببعض أم لجميع ماسبق؟.
وماموقف مديرة اليونيسكو الجديدة أودري أزولاي من إدارة المواقع الدينية بالقدس؟
وما موقفها من قرار المنظمة السابق الذي منح فلسطين العضوية الكاملة في اليونيسكو ؟
وهل نحن العرب تعرضنا لمؤامرة ولعبة كبري دون أن ندري؟.
فماحدث لفاروق حسني وزير الثقافة السابق الذي رشحته مصر لرئاسة اليونيسكو في عام 2009 ليس ببعيد نفس السيناريو كان فاروف حسني متفوقاً في الجولات الأولي ثم سقط بالضربة القاضية في الجولة الاخيرة بسبب المؤمرات والدسائس.
ألم يسترعي إنتباهنا أن أزولاي مرشحة تفصيل بمعني هي فرنسية الجنسية أي ستضمن الكتلة التصويتية الأوروبية هذه واحدة كما أن الدول الفرانكفونية ستذهب أصواتها للأم فرنسا وهذا ماحدث فعلي الرغم من أن الإتحاد الأفريقي قرر علانية دعم مرشح مصر ودعا كل الدول الأفريقية للتصويت لصالح المرشحة المصرية مشيرة خطاب لكن معظم الأفارقة قد خالفوا هذا القرار.
كما أن أزولاي من أصول مغربية فبالتالي سيحدث إنقسام للصوت العربي الذي ظهر جلياً في هذه الإنتخابات فالعرب تقدموا بأربعة مرشحين دفعة واحدة مصر، العراق، لبنان، قطر وإن إنسحب المرشح العراقي لصالح مصر أما المرشح اللبناني فذهبت أصواته لصالح المرشح القطري.
كما أن أزولاي يهودية الديانة فستحظي بدعم إسرائيل وشمول وعطف الولايات المتحدة الأمريكية فمسألة الإنسحاب لابد أن نقف عندها كثيرا وأتصور أنها كانت مسرحية عبثية ومؤامرة محبوكة من العم سام وذنبه إسرائيل لصالح أزولاي ذات الأصول اليهودية!
خاضت مصر المعركة بنزاهة وشرف وكسبت إحترام العالم في معركة كنا نتصورها معركة ثقافية شريفة إلا أنها كانت معركة سياسية من الدرجة الأولى إنتصرت فيها مصر للقيم والمبادئ والأخلاقيات.
بعد هذه الموقعة لابد أن نقف وقفة حقيقية مع النفس لنعرف العدو من الصديق فالدول التي صوتت لصالح مصر والدول التي إنسحبت لصالح مصر كالعراق، وأذربيجان، والصين ليست كالدول التي وقفت ضد مصر ودعمت منافسيها ليس هذا كذاك لايستويان.
أتفق مع السفير محمد العرابي الذي كان يدير حملة "خطاب" الإنتخابية حيث طالب:أن يكون التصويت علي المناصب الدولية علانية وليس سرياً وتغيير منظومة الإنتخابات باليونيسكو" لمزيد من الشفافية...