"الممنوع مرغوب" قول مأثور أؤمن به كثيرا ، خاصة إذا تم تطبيق هذه الحكمة على بعض الأزواج ممن يتصفون بـ"العين الزايغة" ، حيث ترى الواحد منهم يصب جام غضبه على زوجته التي أنهكتها الواجبات المنزلية من تنظيف للبيت مرورا بإعداد الطعام ثم القيام على شئون الأبناء من متابعة ومذاكرة وخلافه ، فضلا عن عملها إن كانت ممن طحنتها دوامة تدور في رحاها كثير من بنات حواء اللاتي نزلن لسوق العمل ورأين فيه ما يشيب له الولدان .
دعونا نتفق أن الأنثى - منذ بدء الخليقة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها - جبلت على الرقة والمشاعر الفياضة والقلب الذي يملؤه ود قد يسع العالم بأسره ، وفي المقابل نجد الرجل يقوده عقله قبل قلبه ، ولكل منهما متطلباته وواجباته ، وبعيدا عن الإحتياجات المادية فإن لكل منهما احتياجاته العاطفية ، ولكي تستمر العلاقة الزوجية لابد من إشباع هذه الرغبات وإلا سيحدث الخلل الذي قد يؤدى إلى زلل قد لا يحمد عقباه .
من منا لم يتابع فيلم العار والذي جسدت فيه الممثلة القديرة "نورا" دور " روقا " حبيبة "كمال" الذي يأوي إليها كل ليلة لينفض على عتبة بابها عناء يوم بأكمله ليجدها تحتضنه بقلبها قبل ذراعيها مرددة عبارتها الشهيرة " روق يا أبو كمال " لتذهب آلام "كمال" الجسدية والنفسية وهمومه إلى غير رجعة بعد أن تخالط هذه الكلمات مسامعه وليغط في سبات عميق غير مبال بما يخبئه له الزمن ما دامت "روقا" في حياته وهي سنده وكاتمة أسراره ومستشاره الذي يقص عليه كل صغيرة وكبيرة وكأنه طفل مدلل بين أحضان أمه التي لم تنجب غيره وهى تحتضنه وتخبئه من نوازل الدهر وآلامه .
كثير من الرجال يريدون زوجاتهم أن تكون "روقا " تلك الفتاة التى تكون كل ليلة عروسة لحبيبها " كمال " تعد له ما لذ وطاب من طعام وشراب ثم يأوي كل منهما للآخر لتختلط نبضات القلوب وليعزفا سويا لحنا جميلا حتى إشراقة الصباح .
أؤكد لك عزيزي أنه حلم مشروع ولكن دعني أسألك سؤالا : إذا كنت تريد زوجتك مثل "روقا" فهل أنت مثل " أبوكمال" ؟؟؟
كمال الذي ملأ عقل وقلب وكيان حبيبته بكل الحب والود والتقدير .
كمال .. الذي وقف في وجه الجميع وأعلنها صراحة أن " روقا " حبيبته ولن يرضى لها بديلا
كمال .. الذي أصر على إعطاء "روقا " حقها حتى بعد وفاتها مرددا عبارته الشهيرة " حقها ولا مش حقها" ؟؟
عزيزى الزوج ..
دعني أهمس في أذنك
إذا كنت تريد زوجتك "روقا" فعليك أولا أن تكون " أبوكمال" .