تنتظر المرأة يوم مولدها من كل عام بفارغ الصبر لكى تحتفل به وسط أفراد العائلة والأصدقاء وتستقبل الهدايا وتسعد بالمفاجآت التى تهيئ لها في مثل هذا اليوم،ولكن في عيد ميلادها الثلاثين يكون الوضع مختلف فهي علي الأغلب لا ترغب بالاحتفال به كالعادة تتهرب من أصدقائها وتحاول أن تختفي يومها قدر المستطاع ، فالطقوس التى كانت تجريها خلال سنواتها الماضية علي النقيض تماما وتختلف كليا مع هذه السنة الثلاثينية فهي تستيقظ متأخرة في هذا اليوم وتنظر إلي المرآة جيداً باحثة عن التجاعيد والشعرة البيضاء لاعتقادها أن هذه الصفات ترتبط ارتباط وثيق بسن الثلاثين ،فالمشاعر والأحاسيس تتحول فجأة من طفلة طائشة ترغب في اللعب واللهو مع أصدقاءها إلي امرأة عاقلة تفضل الجلوس في منزلها تفتش في أوراقها الشخصية وتدقق النظر إلي يوم الميلاد أملا في أن تجد نفسها مخطئة و أن الأمر قد اختلط عليها وأنها مازالت في سن العشرينات من عمرها ولكنها سرعان ما تصطدم بحقيقة أنها قد أتمت الثلاثين في عامها هذا،و كأن الأوراق الرسمية قد اتفقت مع تفكيرها و أحاسيسها علي تأكيد خوفها وقلقها اتجاه هذا العمر قد يكون هذا الرقم بالنسبة للمرأة التى تزوجت وأنجبت مجرد رقم عابر فقد لا تشعر به بسبب التزاماتها اليومية وأعباء الحياة التى لا تنتهي بينما لفتاة بلغت من العمر ثلاثين عاماً ولم تتزوج فقد يختلف الأمر كثيرا فهذا العمر قد يمثل بعبع عند كثير من الفتيات إلي جانب الخوف الذي يصاب به أهالي البنت، فهم يعتقدون أن هذا الرقم ناقوس خطر يدق حول تأخر الزواج بالإضافة إلي البيئة المحيطة بها ونظرة المجتمع الذي ينظر إليها نظرات اتهام ويحملها المسئولية بسبب تأخر زواجها فالعادات والتقاليد هي التى اخترعت مسمي العنوسة وهي التى ربطته بسن الثلاثين مما أدي إلي رعب البنات وذعر الأهالي منه،التربية كانت لها دور كبير في تكوين هذه الهواجس حيث أنها كانت تدعم داخل كل بنت أنها مهما حققت من طموحات فإنها في النهاية مصيرها محتوم بالزواج والتفرغ للأبناء،الأسئلة الفضولية من العالم المحيط بالفتاة عن أسباب عدم زواجها حتى الآن وكأنها هي التى تستطيع أن تزوج نفسها وليس النصيب الأعمال الدرامية رغم أنها الجهة المنوطة لتصحيح المفاهيم الخاطئة إلا أنها رسخت مفهوم العنوسة داخل أعمالها ،مثال على ذلك مسلسل عايزة أتجوز الذي ظهرت فيه الفنانة هند صبري طبيبة صيدلانية تبحث عن العريس قبل أن تتخطي سن الثلاثين ، وتغافل العمل الدرامي عن دورها الوظيفي وشهادتها الجامعية وأكد فكرة أن هذا العمر بالنسبة للمرأة معيب خاصة إذا إن كانت لم تتزوج، كل هذه العوامل جعلت البنت ترتعب فقد تلقي بنفسها في زيجة غير متكافئة اجتماعياً وعلمياً من أجل الهروب من لفظ عانس وتجنب الأسئلة الملحة والمتكررة بشأن تأخر الزواج وأسبابه ،فالمجتمع قد يتقبل فكرة أن تسيء الاختيار في شريك حياتها والتى قد يؤدي بها في نهاية المطاف إلي الطلاق بينما ينتقدها وقد يسيء إلى سمعتها حال رفضها الزواج من شخص غير مناسب لها من وجهة نظرها الثلاثون هو مجرد رقم حتماً ستمر به كل فتاة شاءت أم أبت تزوجت قبل هذا السن أم لم تتزوج،فالمرأة كيان مستقل لن يزدها الزواج قوة ولن يقلل عدمه من كرامتها،فهي إنسانة لها حقوق ولديها طموحات تسعي لتحقيقها وترغب فى رؤية انجازاتها،عليها أن تجهض الأفكار المغلوطة وتحارب العادات والتقاليد العقيمة وتحرر نفسها من المفاهيم التى اختزلت البنت في الفستان الأبيض وفارس الأحلام